شهدت مصر أمس تظاهرات مناهضة للسلطة، بمبادرة من حركات احتجاجية شبابية وقوى المعارضة، مستلهمة النموذج التونسي، فيما انتشرت أعداد كبيرة من قوات الامن في الشوارع. ففي وسط القاهرة، نجح مئات المتظاهرين أمام دار القضاء العالي (مقر المحكمة العليا) في اختراق الحواجز الامنية وبدأوا مسيرات في اتجاهات مختلفة وهم يهتفون “تونس هي الحل”. وأفاد شهود أن مجموعات من المتظاهرين اتجهوا نحو مقر الحزب الوطني الحاكم المطل على كورنيش النيل في وسط العاصمة المصرية، فيما قالت مصادر أمنية أن ما بين 20 و30 ألف شرطي انتشروا في وسط مدينة القاهرة. وأغلقت قوات الأمن تماما الشارع الذي يقع فيه مقر وزارة الداخلية والشوارع المحيطة به، كما انتشرت قوات الامن عند التقاطعات الرئيسية، إذ أعلن المنظمون أن التظاهرات ستكون في احياء عدة وفي اكثر من منطقة. وتظاهر ما بين الفين وثلاثة الاف شخص في ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين (غرب)، كما جرت تظاهرات في منطقتي اللواء وميت عقبة الشعبيتين المجاورتين لحي المهندسين. وأفاد مراسلو وكالة “فرانس برس” ان مئات تظاهروا كذلك في اسيوط (جنوب) وفي الاسماعيلية (على قناة السويس) وفي شمال سيناء وفي المنصورة (دلتا النيل). ويعول النشطاء على تأثير الانتفاضة التونسية التي لاقت اهتماما واسعا في مصر وكانت محل تعليقات كثيرة على الشبكات الاجتماعية على الانترنت. واعرب المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي اصبح من اشد معارضي نظام الرئيس حسني مبارك، عن تأييده ل “الدعوة للتظاهر ضد القمع” في رسالة على موقعه على فيسبوك. ووقعت عدة محاولات للانتحار حرقا في مصر خلال الاسبوع الأخير ما ذكر بالشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه وتوفي متأثرًا بجروحه في ديسمبر الماضي. وكان هذا الحادث بمثابة الفتيل الذي اشعل الثورة التونسية.