قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس إن الوثائق التي جرى تسريبها وتكشف تفاصيل عن محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين “تخلط عن عمد مواقف الجانبين”، فيما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الوثائق فيها «تحريف واكاذيب وتوقيت نشرها مشبوه». وصرح عباس في القاهرة ان "المقصود هو الخلط... لأني رأيتهم أمس يعرضون شيء يقال إنه فلسطيني وهو إسرائيلي. نقول بمنتهى الصراحة ليس لدينا سر وهذا الذي تعرفه جميع الدول العربية مجتمة ومنفردة، والمحادثات جرت بشكل مفتوح». وتشير الوثائق التي حصلت عليها قناة “الجزيرة” التلفزيونية إلى أن المفاوضين الفلسطينيين عرضوا على إسرائيل تنازلات أكبر بكثير عما كشف من قبل. من جانبه قال عريقات من القاهرة حيث يرافق عباس في زيارة رسمية: «سندرس كل الوثائق التي عرضتها وستعرضها قناة الجزيرة رغم ان ما عرض حتى الان فيه اقوال محرفة وتم اخراجها عن مضمونها وفيها اكاذيب». واضاف عريقات ان «احدى الاكاذيب هي اننا عرضنا نسبة تبادل اراضي واحد الى خمسين، وبالتالي اسرائيل نفسها عرضت نسبة تبادل اقل من ذلك بكثير وهذا كذب». واكد ان السلطة ستدرس هذه الوثائق «لنكشف الحقيقة واذا كان هناك داع لنشر كل وثائق دائرة المفاوضات فان ذلك سيتم». واشار الى «ان وثائق دائرة المفاوضات وزعت اكثر من مرة على اعضاء مركزية فتح والمجلس الثوري للحركة واعضاء المجلسين الوطني والمركزي وجزء من دراسات دائرة المفاوضات وزعت على صحافيين ووكالات انباء». وشدد كبير المفاوضين الفلسطينيين على انه «ليس لدينا ما نخفيه واكرر القول ان معلومات الجزيرة مليئة بالتحريف والتزوير». وشكك عريقات بتوقيت نشر هذه الوثائق، وقال «لماذا الجزيرة تنشر هذه الوثائق بهذا التوقيت ونحن نواجه اسرائيل والولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي نواجه حكومة نتنياهو اليمينية»، متسائلا: «لمصلحة من هذا التزوير الذي تبثه الجزيرة؟». وكانت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اعتبرت امس ان هذه الوثائق «خطيرة» وتدل على «تورط» السلطة الفلسطينية في محاولات تصفية القضية الفلسطينية، غير ان الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين السفير محمد صبيح رأى أن توقيتات هذه التسريبات مريبة جداً، وان هذه التسريبات تتناقض تماماً مع موقف عباس، والذى ظل يرفض منذ سنوات الاستيطان أو مجرد بناء مستوطنة، وجمد المفاوضات مع الطرف الفلسطينى رغم كل الضغوط الدولية والاقليمية عليه. وكانت “الجزيرة” قد ذكرت إنها حصلت على 1600 وثيقة تغطي اكثر من عشر سنوات من محادثات السلام السرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي أشرف عليها عدة دبلوماسيين أمريكيين. ولم تنشر “الجزيرة” سوى بضع وثائق من بينها نصوص مفاوضات وتقول إنها ستنشر المزيد من التسريبات في الأيام القادمة لتلقي الضوء على عملية السلام. من جانبها قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية انها حصلت على الوثائق بالمشاركة مع قناة الجزيرة، مشيرة الى انها ستنشرها بالتتابع خلال الايام المقبلة.