الحمد لله على كل حال، وقدّر الله وما شاء فعل، فهذه سنّة الحياة، ونحن بكل فخر واعتزاز نقدّر ونحفظ للأمير سلطان بن فهد أنه أحد رجال الوطن المخلصين في مجال الشباب والرياضة، وله يعود الفضل -بعد الله- في كل الإنجازات التي تحققت خلال السنوات المديدة التي كان فيها الساعد الأيمن للأمير الراحل فيصل بن فهد -رحمه الله-، ومن بعده قاد دفة المسيرة، وحمل لواء الرياضة السعودية التي شهدت في عهده الكثير من الإنجازات التي سجلها التاريخ، والتي ستظل شاهدًا إلى الأبد.. ومصداقًا لقوله تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ) أجد بكل أمانة وصدق وعدل وإنصاف من خلال عملي تحت إدارته في مسؤوليات كبيرة عبر سنين طويلة.. أجد فيه القائد الإداري المحنك، الذي يمتاز بالشفافية، والطرح، والوضوح، وسعة الصدر، وحب العمل، ورجل في المواقف الصعبة، لقد تحمّل المسؤوليات على المستوى المحلي والخليجي والعربي والإسلامي، وكان صوتًا وندًا قويًّا في المحافل الدولية. ومن الظلم أن تهضم حقوق هذا الرجل المخلص صاحب الإنجازات التي تحققت عبر التاريخ مِن قِبَل أقزام الإعلام المأجور؛ للنَّيل من إنجازاته وانتصاراته، وطمس الحقائق التي سجلتها الرياضة السعودية في عهده. شكرًا وألف شكر يا سلطان الإنجازات الرياضية، منذ أن طل وجهك السعد، وابتسامتك البهية على رياضتنا السعودية، ونحن نسير في ركب التطور والحضارة.. فمن كل قلوبنا نقول لك يا سلطان الإبداع: إنّك أدّيت الرسالة، وحملت الأمانة بكل اقتدار، وحملت على عاتقك هموم الشارع الرياضي المحلي والخارجي، وقُدت سفينة الانتصارات إلى منصات التتويج في المحافل الدولية والعالمية.. ورسمت لوحةً من الإبداع والتميّز، وفتحت أبوابًا ممهدةً للنماء والازدهار، وطريقًا يقود للانتصارات، وأرضًا خصبة لاحتضان كل البطولات على أعلى المستويات، في عهدك تحققت الإنجازات في كرة القدم بجميع الفئات، والفروسية حققت المعجزات، وألعاب القوى أذهلت العالم بالمستويات المتميّزة، وحضر شبابنا في جميع المحافل القارية، وغيرها الكثير من الألعاب والنشاطات والفعاليات المختلفة. ونبارك للأمير والشاب الطموح الأمير نواف بن فيصل تقلّده المنصب الجديد، ونتمنى له مستقبلاً زاهرًا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني -يحفظهم الله- لوضع الرياضة السعودية في المقدمة، ونقول له سر فأنت لست غريبًا على الوسط الرياضي، فقد عشت فيه، وتتلمذت على أيدي الرجال العظماء، واكتسبت من الخبرة الشيء الكثير والمفيد، وعاصرت كل الإنجازات والانتصارات التي تحققت بكل واقعية، وإذا كان هنالك ما لا بد من أن يُقال للأمير نواف بن فيصل من خلال هذه الأسطر، فهي أن نقول له بأن يختار الكفاءات، وأصحاب الخبرات والمواهب الشابة الطموحة، الذين سيساعدونه في السير بالقافلة الرياضية للمكانة الرفيعة، التي نرجو لها التوفيق في المستقبل القريب والبعيد. وليعلم الجميع أن الأمير سلطان سيبقى في ذاكرة التاريخ رمزًا من رموز صنّاع الرياضة السعودية، وهنا نهمس في أذن كل مواطن غيور على رياضتنا، ومصالح أبنائنا أن إخفاق أخضرنا مؤخرًا في نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2011م ليست نهاية المطاف، فكم من دول حققت بطولة كأس العالم، وظلت بعدها سنين عجافًا تُصارع وتخطط وترسم طريق المستقبل للعودة للبطولات من جديد، واستطاعت أن تحقق الأمجاد، وهذه هي سنّة الحياة: (يوم لك.. ويوم عليك).