هل تعلمون أنّ أصول صبّ الخرسانة حول الحديد في القوالب الخشبية لغرض البناء مذكورة في القرآن الكريم؟ وأنّ الغرب لم يعرف الخرسانة إلاّ في عام 1824م، على يد بريطانيا عندما كانت عُظْمى؟ أي بعد حوالى 1200 سنة من بزوغ شمس الإسلام؟ اقرؤوا إن شئتم، في سورة الكهف: ءَاتُونِي زُبَرَ الحديد حتَّى إذا سَاوَى بَيْنَ الصّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حتَّى إذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ ءَاتُونِي أفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرَا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أنْ يَظْهرُوهُ وَمَا اسْتَطُاعُوا لَهُ نْقْباَ (97). أي أنّ ذا القرنين جعل من جانبي الجبلين قَالَبًا صَهَرَ وصبّ فيه الحديد لبناء سدٍّ منيعٍ عمَّر لآلاف السنين من جوْدته، ولن يهدمه إلاّ يأجوج ومأجوج، بعد أن يأذن الله! والشاهد أنّ ذا القرنين أتقن صناعة القوالب للبناء ولم يغشّ، والله يحبّ الإتقان، فأين ذلك عن المواطن السعودي الذي يواجه ذا غِشّ متمرّس، هو ثلّة من المقاولين الأجانب الذين فتحنا لهم أبواب العمل، فجازُونا بالغِشّ في البناء، مثل جزاء سنمّار، خصوصًا في الخرسانة، أو ما يُسمّى لدينا بالعظْم، فوفّروا في مكوّناتها قبل خلطها الأمر الذي أضعف عزْمها، وأهملوا التركيب السليم للحديد في القوالب فعرُّوه وكشفوه ممّا جعله يتعرّض للصدأ، خاصّة في المدن الساحلية، وعالجوها بعد صبّها بمياه آبارٍ فيها ملوحة فضرّوها، كما عالجوها في مدّة أقصر من المطلوب، فحرموها من اكتساب القوّة المطلوبة! وهكذا تدهورت خرسانةُ بيوتِ مواطنين كثر في زمنٍ قصيرٍ لا يتجاوز 10 أعوام، في وقتٍ تُعمِّر فيه خرسانة البيوت في أوروبا وأمريكا وشرق آسيا ل 80 عامًا! أين الأمانات والبلديات؟ أين هيئة المهندسين؟ أين إدارات مكافحة الغِشّ؟! أين وزارة التجارة والغرف التجارية؟ أين إدارات تصنيف المقاولين؟ أين كود البناء السعودي؟ أين الاستشاريون السعوديون؟ أين هيئة المواصفات؟ أين إجراءات حماية المواطن الذي يُهْدر شقا عُمْره؟ أين برامج توعيته لأصول البناء؟ أين؟ وأين؟! تُرى هل يقرأ مسؤولو هذه الجهات سورة الكهف كلّ يوم جمعة؟ وإن قرؤوها هل يتدبّرون الآيتيْن المذكورتيْن؟ وإن تدبّروهما هل يعملون بهما لأجل المواطن؟ أمّاذا يفعلون؟