أستعجب من بعض الزملاء الكتاب الذين لا يتورعون عن إثارة مشاعر الحنق لدى الفقراء من القراء ( هم أغلبية أو شبه أغلبية ) ، عندما يتحدثون عن رحلاتهم السياحية ومغامراتهم الصيفية في ربوع سويسرا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا ! ما للقارئ الذي لا يجد لنفسه مكانا في مستشفيات الحكومة أو ذاك الذي يوفر بالكاد مبلغ الإيجار السنوي الخاص بشقته ( الفارهة ) ، برحلات سويسرا وبمقاهي الشانزليزيه وبشواطئ كان وماربيا ..؟ وما للقارئ الذي (( يطفح الدم )) من أجل دفع رسوم أولاده وبناته المدرسية لأنه يريد لهم فقط الجلوس في فصول دراسية غير مكتظة كما هو الحال في المدارس الحكومية ، بالتمتع بمنظر الغروب على شاطئ مربيا أو باحتساء كوب الإسبيرسو الصباحي في أحد فنادق فلورنسا أو فينسيا أو سردينيا ؟ أحد هؤلاء كتب الأسبوع الماضي مقالا سرد خلاله موقفا حدث له أثناء احتسائه فنجان قهوته - أظن أنه الصباحي - داخل إحدى مقاهي شارع الشانزليزيه بباريس ، وكأن القراء يعرفون شيئا عن شارع الشانزلزيه هذا سوى اسمه ! لأي قارئ يكتب هؤلاء وفي أي مكان على وجه الكرة الأرضية ، يحسبون أنهم يعيشون ..؟ هل يدرك هؤلاء مدى أوجاع المواطن ..؟ هل سمعوا شيئا عن كارثة الأسهم وما أعقبها من ارتفاع كبير لأسعار المواد الغذائية وباقي الضرورات المعيشية الأخرى ..؟ هل قرأ هؤلاء ولو عن طريق الصدفة أخبار حوادث السير السنوية التي تروح ضحيتها عشرات المعلمات اللائي يعملن بالقرى النائية ..؟ هل عانى أحد هؤلاء من مياه الأمطار وهي تغمر الطابق الأول لمنزله وتفرض عليه عزلة إجبارية عن باقي أحياء مدينته..؟ هل جرب أحد هؤلاء أن ينتظر طائرة الهيلكوبتر التي لا تأتي في الغالب ، لتنتشله وأهل بيته من الغرق ، أم أنه لم يشاهد حتى سقف بيته وهو (( يخر )) و (( ينقّط )) على دماغه ودماغ أهل بيته بفعل (( التسليك التعبان )) اأو مواد البناء ماركة (( مشي حالك ))؟ هل سمع هؤلاء عن أرقام البطالة ومعدلاتها التي باتت من أعلى المعدلات في الوطن العربي ..؟ هل يعرف هؤلاء عدد النساء السعوديات اللائي يبحثن عن مصدر شريف للدخل ويواجهن في كل مرة بممانعات لا أساس أو سند لها ؟ ليت بعض كتابنا ينزلون ولو قليلا من أبراجهم العاجية . [email protected]