ذكرت الشرق الأوسط (17 ديسمبر) أن عدد الإصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز) ارتفع بنسبة 70% عن فترة سابقة. وذكرت أخبار أخرى أن مشرق كل يوم يشهد حالتي انتحار بين مواطني المملكة. وكذلك الحال مع ارتفاع نسب الطلاق، وكذلك حال المدخنين ومتعاطي المخدرات. وأما عدد الحالات التي ضبطتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد جاوز ربع مليون قضية العام الماضي. هل كل هذا التصاعد طبيعي في مجتمعنا المسلم؟ من وجهة نظري الشخصية نعم! باعتبار تزايد عدد السكان، وبالنظر إلى كل المؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية. لكن غير الطبيعي زعم بعضنا أن لمجتمعنا خصوصية دون مجتمعات العالم، وكأنه محصّن ضد كل الملوثات التي تصيب النفس البشرية فتستجيب لها حينًا وتقاومها حينًا آخر. بل أزيد هؤلاء بيتًا من الشعر، فأقول إن بعض هذه الملوثات تجد قبولًا أكثر لدى أفراد من مجتمعنا أكثر مما تجده لدى مجتمعات أخرى تبدو في ظاهرها أكثر ليبرالية و(انحلالًا) و(فسوقًا) حسب معايير هذا البعض الذي يؤمن بخصوصية ترفعنا فوق هام السحب عاليًا متجاوزين خلق الله كلهم. هذه المزاعم غير المستندة إلى حقائق علمية وأرقام فعلية جديرة بأن تُطوى مع مخلفات التاريخ، وأن تظل ذكرى جميلة أقرب إلى الخيال، مع كل ما جلبته لنا من تعطيل نحو البحث عن حلول لمشكلاتنا، ومن تأخير بالاعتراف بقصورنا وبشريتنا، ومن تعرضنا لما تتعرض له المجتمعات الأخرى على هذا الكوكب. كانت البداية بوباء المخدرات الذي تحاشينا حتى ذكره والإشارة إلى مخاطره حتى إذا اشتدت المشكلة قبل 30 سنة أو أكثر قدمنا ذلك الحل الشكلي المعلق على قمصان اللاعبين وعلى جدران المدارس (لا للمخدرات) دون ذكر للحقائق، ودون توضيح للمخاطر، ودون روادع وزواجر. رجاء ألقوا برداء الخصوصية بعيدًا عن الحديث عن السلوكيات والتصرفات، وعن الجرائم والمظالم، وعن المظاهر والعواقب. خصوصيتنا الحقيقية هي في احتضان الحرمين الشريفين، وهي خصوصية تلقي على أكتافنا أعباء مضاعفة وتتطلب منا استحقاقات كثيرة، لم نعطها حقها عندما يكون الحديث عن الأخلاق والقيم والسلوكيات. [email protected]