“أسلم عليكم وسامحوني”، هذه كانت آخر الكلمات التي سمعتها “أم مصلح” من ابنها غريق سيل حجر، الذي جرفه السيل يوم الجمعة الماضي، وانتشلوا جثته قبل يومين بعد رحلة بحث مضنية، وكان وقتها يبلغها أن السيول يحاصره، وهو على وشك الغرق وفقد الأمل في النجاة. أخو الغريق حميد وجيرانه ذكروا أنه كان شخصية محبوبة من الجميع ويقوم بتنظيم الأنشطة الهادفة الحاضنة للشباب. فمصلح جباره الزبالي الحربي (25 عاما) قضى الفترة الاخيرة من حياته وهو يعد لبناء مسكنه والدخول في عش الزوجية في شهر رجب القادم، حيث حدد شريكة حياته وموعد زفافه، وفي يوم الجمعة أصر على صديقه حميد أن يتناول معهم وجبة العشاء، وفي الطريق بعد لقائهما داهمهما السيل، وحاصرهما أعلى السيارة وظل مصلح وحميد نحو ثلاث ساعات وهما على سقف السيارة وعلى جانبها عندما سقطت وكانوا يتحدثون مع رفاقهم والدفاع المدني والاهالي من اجل انقاذهما، ولكن فشلت كل المحاولات. وفي الجنازة هللت الجموع الغفيرة من المصلين والحاضرين وكبروا، حين شاهدوا جثة حميد محفوظة بقدرة الله، وغير متيبسة وخالية من الرضوض والخدوش رغم جرفها عبر مسافة تزيد على 45 كم عبر منطقة مليئة بالاشجار والصخور، ورغم وفاته قبل أربعة أيام.