أسكن في حي الفيحاء بجدة، شرق بيتنا، دور للعلم تتمثل بجامعة الملك عبدالعزيز، فيها خيرٌ كثيرٌ ونفعٌ عظيم، وبيني وبينها فاصل يزعم من يزعم أنه منتزه للمتنزهين والمتنزهات، والباحثين عن الهواء الطلق. هذا المنتزه المبتدع، يطلقون عليه متنفس، في أي صورة كان، سواء في نزهة مباشرة لهم أو نشاطات لأطفالهم، يهدد أبناءهم السيارات المارة لأن تلك البقع الخضراء هي فواصل بين الشوارع وليس للتنزه.. يحولونه كل أسبوع إلى ربيع، إن لم يكن متأثر بدرجة حرارة جدة، ففي درجة حرارة قلوبهم. يتردد عليه بعض المتنزهين والمتنزهات الذين لا يعرفون قهوة «ستاربكس» ولا مطعم «حياة بارك»، يعرفون أيها القارئ العزيز «الرز البخاري»، ووجبات «البيك»، والفول والتميس، وبعض الأحيان تلك النزهة تؤثر على دخلهم الشهري. ويُفكِّر رب الأسرة بعدها، كيف يدفع قسط البنك والسيارة وإيجار الشقة في العمارة. وفي أيام الإجازات الأسبوعية وإجازات الربيع عندما يبدأ موسم الاستراحة ارتعد خوفاً على الطفل الذي في السفاري وأتعاطف مع امرأة تبحث عن دورة مجاري. ما يحصل بالقرب من بيتنا، يعلن إفلاسنا بإيجاد منتزهات، ودورات مياه نسائية، باعتبارها الحاجة الأكثر إلحاحاً، أما دورات الرجال أترك لهم حرية المطالبة بها، مع أننا جميعاً نتفق على أهمية الحاجتين معاً. تجاوزنا العالم من حولنا، ونحن مازلنا نتحدث عن إيجاد دورات مياه نسائية ومنتزهات إنسانية، هي في الواقع بقايا من الماضي نذرف عليها دموع الذكريات. [email protected]