الانتكاسات المتوالية لمنتخبنا الوطني، والتي توالت عليه، وضيّعت عليه مشاركاته في بلوغ مونديال كأس العالم في جنوب إفريقيا، ومن ثم في بطولة الخليج التي أقيمت في الشقيقة اليمن، وأعقبها الخروج المبكر من بطولة آسيا في العزيزة قطر، هذه الانتكاسات لم تصدم الشارع الرياضي فقط، بل وأدمت قلوب كل المحبين المخلصين لهذا الوطن الذين حُرموا من رفع رايته لتكون خفاقة فوق (سواري) تلك الملاعب، نتيجة سوء اختيار اللاعبين والمدربين، حيث كان الاختيار مبنيًا على العواطف والميول وليس للكفاءة، وكذلك نتيجة التأخر في اتخاذ القرارات، فالحاجة إلى حل لجنة تطوير المنتخبات كانت مُلحّة منذ وقت مبكر يسبق التشكيل الذي شارك في التصفيات لمونديال كأس العالم، وإذا كان خبراء المملكة وفرنسا وإنجلترا هم من أوصوا ببقاء (بيسيرو) كما جاء على لسان سمو الأمير سلطان بن فهد -الرئيس العام لرعاية الشباب السابق-، فإن الشارع الرياضي كان لديه الحس أكثر من أولئك الخبراء، حيث أكدوا في مناسبات عدة بأن (بيسيرو) ليس مدرب المرحلة، أكد هذا الحس القرارات الأخيرة التي صدرت من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي أقصت (بيسيرو)، وحلَّت لجنة التطوير. ولقد أعجبني رد الكابتن سامي الجابر السريع على مذيع قناة الجزيرة، حينما سأله عن الأسباب في تدهور المنتخب السعودي من وجهة نظره، حيث قال الجابر: (إن الأسباب واضحة ويدركها طفل الاثني عشر سنة)!.. تلك الانتكاسات ظهرت فيما بعد على وجوه المشجعين العائدين من (الدوحة)، والذين صبوا جام غضبهم على لجنة تطوير المنتخبات، وعلى الجهازين الإداري والفني، وعلى اللاعبين أيضًا الذين انتزعوا البسمة والفرحة من على وجوههم، وأعلنوها عبر شاشات التلفزة وعلى الهواء. بالأمس القريب ظهر سمو الأمير سلطان بن فهد -الرئيس العام لرعاية الشباب السابق-، بعد أن وضع يده على أسباب هذا التدهور، الذي لخصه في أربعة نقاط، تتضمن فشل (لجنة التطوير، الاتحاد السعودي لكرة القدم، المدرب، اللاعبين)، وذلك يعني أن هناك عملًا شاقًا ينتظر المسؤولين الجدد في الرئاسة العامة للشباب، أبرزها يكمن خلف عملية البحث عن وجوه جديدة، تحل محل أعضاء لجنة تطوير المنتخبات السابقين، وأخرى تحل محل اللاعبين، قبل الشروع في اختيار المدرب، ولابد أن يتوفر فيهم الولاء للوطن قبل الولاء للأندية، وأن يتم شطب (الحوافز المادية) من قاموس اتحاداتنا الرياضية، إذ لم يعد لها مردود إيجابي يتحقق من ورائه الانتصارات، وأن يجري إعداد اللاعب للدفاع عن سمعة بلاده في المنافسات الرياضية، أعطوهم جرعة (حب الوطن) أحقنوهم بها، ودعوا الحوافز محصورة في المفطَّحات والمعسكرات التي تقام في تركيا وأوروبا، واضربوا (بالنشامى للنشامى) مثلًا، وأعرضوا عليهم بالفيديو بطولات أشقائهم الذين لم يلحقوا بعهد (الحوافز)، وحازوا رغم ذلك على البطولات في الخليج وفي آسيا، ومشاركاتهم في بطولات كأس العَالَم.. يا عَالَم.