سقطت حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية برئاسة سعد الحريري بعد استقالة وزير شيعي محسوب على رئيس الجمهورية التوافقي تلت اعلان عشرة وزراء هم وزراء حزب الله وحلفائه استقالتهم. وجاء في بيان وزعه وزير الدولة عدنان السيد حسين "اعلن استقالتي من الحكومة، تمكينا للمؤسسات الدستورية من تشكيل حكومة جديدة تلبي طموحات اللبنانيين في الوحدة الوطنية والاستقرار الشامل". واشار الى ان هذه الاستقالة تأتي "بعدما هددت الخلافات السياسية اطراف الحكومة الوفاقية او حكومة الوحدة الوطنية"، وبعد "فشل الحكومة (...) في الاستجابة لاولويات المواطنين كما وعدت في مواجهة الضغوط المعيشية والاقتصادية وتحقيق الاصلاح المنشود" وقال السيد حسين ان استقالته تأتي كذلك انسجاما مع موقعه "كوزير توافقي في هذه الحكومة". وتتألف الحكومة من ثلاثين وزيرا، وتعتبر مستقيلة حكما في حال استقالة الثلث زائد واحد اي 11 وزيرا. وكان وزراء حزب الله وحلفائه وعددهم عشرة اعلنوا في وقت سابق استقالاتهم من الحكومة بعد الطريق المسدود الذي آلت اليه الازمة المتمحورة حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري. وقال مسؤول لبناني في واشنطن إن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قطع زيارته للولايات المتحدة أمس بعد لقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وكان البيت الابيض اعلن الثلاثاء ان اوباما والحريري سيتطرقان الى موضوع التحقيق باغتيال رفيق الحريري. كما شدد على "دعم الولاياتالمتحدة لسيادة واستقلال لبنان واستقراره". وقال مكتب رئيس الورزاء اللبناني سعد الحريري غادر واشنطن متوجها إلى باريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم فيما افاد مسؤول اميركي ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تجري اتصالات في كل الاتجاهات للتوصل الى "اجماع دولي" حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وعلمت “المدينة” أن سعد الحريري رفض اقتراحًا قطريًا قدمه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس، بعقد مؤتمر “الدوحة 2” للفرقاء اللبنانيين، وعلمت «المدينة” أن الرئيس اللبناني نقل لأمير قطر رفض عقد «دوحة 2» فيما أبلغ الشيخ حمد الرئيس سليمان أنه سيبذل محاولة أخرى مع الرئيس الحريري بوساطة أمريكية. إلى ذلك أمر الرئيس اللبناني الأجهزة الأمنية وقيادة الجيش باتخاذ إجراءات أمنية مشددة تحسبًا لوقوع صدامات مسلحة، في الوقت الذي علمت فيه “المدينة” أن قوى المعارضة بقيادة حزب الله أصدرت تعليماتها هي أيضًا لأجنحتها المسلحة بالاستعداد تحسبًا لأي صدامات محتملة. وجاءت هذه التطورات في أعقاب إبلاغ الرئيس اللبناني لقوى المعارضة رفض الحريري عقد جلسة لمجلس الوزراء لمعارضته رفضه تحديد موعد مفاجئ للجلسة من قبل المعارضة أو أي طرف لا يجيز له الدستور الدعوة إلى انعقاد مجلس الوزراء، كما رفض الشروط التي وضعتها المعارضة وهي بمثابة جدول أعمال لمجلس الوزراء وتتضمن البت في ملف شهود الزور وسحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية ووقف تمويل المحكمة ووقف القرار الظني.