شهدت مراكز الاقتراع في جوبا عاصمة الجنوب السوداني إقبالاً واسعًا في اليوم الثاني من الاستفتاء على تقرير المصير، فيما اعتبر مشاركون جنوبيون في مراكز تصويت أُقيمت بالعاصمة المصرية أمس أن الانفصال هو خيارهم الوحيد. وقال مياكل أوك الذي التحف بعلم جنوب السودان ل“المدينة”: (هذه أعظم أيام حياتنا). بينما أفاد زعماء قبائل أن معارك قبلية اندلعت منذ الجمعة الماضية في منطقة أبيي المتنازع عليها، أوقعت ما لا يقل عن 33 قتيلاً. فيما قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أمس، إن الرئيس السوداني البشير عمر عرض أن يتحمّل الشمال كل ديون. ففي مركز الاقتراع الصغير المعروف بحي السجون في جوبا وقف عشرات الجنوبيين من نساء ورجال ينتظرون دورهم للاقتراع، في حين ان الصناديق الثلاثة الشفافة الموجودة في هذا المركز قد شارفت على الامتلاء. وقال المراقب يال اكويال اكوق الذي يقوم بمهمته هذه باسم "منتدى الشباب في جنوب السودان" وهي منظمة غير حكومية سودانية جنوبية ان "الاقبال كبير وقد وصل الكثيرون الى المكان قبل الثامنة للانتهاء باكرا من الاقتراع". من جهته قال المراقب الاخر ابرهام ايووين "ان 1067 شخصا اقترعوا في هذا المركز الاحد وان الصناديق في حال امتلائها ستنقل الى مركز لمفوضية الاستفتاء وتستبدل بأخرى جديدة". اما في المركز الكبير المقام في جامعة جوبا فتشكلت من جديد الطوابير الطويلة، حتى ان بعض الجنوبيين وصلوا ليلا للتأكد من انهم سيكونون بين اوائل المقترعين عند فتح مراكز الاقتراع صباحا. وقال جيمس خور شول (28 عاما): "وصلت الى هنا في الساعة الثانية فجرا. بالامس اردت الاقتراع الا ان طوابير الناخبين كانت طويلة جدا ففضلت العودة لاحقا". وفي المركز الاكبر في جوبا في الباحة المجاورة لضريح جون قرنق الزعيم التاريخي للجنوبيين كان الوضع مشابها والناخبون اصطفوا في طوابير متعرجة بانتظار دورهم للاقتراع. وقال الجنوبي لوميتا حسن "قدمت عند الساعة الخامسة صباحا لانني لم اتمكن من الاقتراع البارحة الأولى. انا من مواليد العام 1955 عندما كانت الحرب الاهلية الاولى في بدايتها ولم اعرف في حياتي سوى عشر سنوات من السلام". وكان الجنوب السوداني شهد حربا اهلية أولى مع الشمال من 1955 حتى 1972، وثانية من 1983 حتى 2005. واوقعت هاتان الحربان نحو مليوني قتيل ونصف مليون في حين وصل عدد المهجرين الى نحو اربعة ملايين شخص. ويبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 الفا في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 الفا في الجنوب السوداني. ولا بد من مشاركة 60% على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لكي تعتمد نتيجته.