قال سمو الأمير تركي الفيصل حفظه الله في حوار له بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ضمن فعاليات «المؤتمر الأول عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية» وذلك مساء الأحد 13 محرم 1432ه: “إن وصم الجهاد لما تقوم به فلول الإرهاب هو اتهام باطل ومجحف” وقال: “إن تحريرنا أفغانستان من الغزو السوفيتي هو ثمرة الجهاد الأفغاني».ثم قال: “إن الوضع كان يتطلب أخذ الحيطة لأن المد الشيوعي كان في نهاية القرن المنصرم يمتد في كل اتجاه» وأضاف قائلًا: “بدعم المملكة واستماتة المجاهدين استطاع العالم أن يوقف ذلك المد الشرير ويبطله، فسقوط الاتحاد السوفيتي هو ثمرة الجهاد». وقال أيضًا: أما الإرهاب فهو عمل إجرامي أسس له من خارج الجهاد، وهو من مخلفات فكر تكفيري غزا أفغانستان واستغل سوء أوضاعها كي يزحف منها إلينا ويناصب الدنيا العداوة والبغضاء».جزى الله سمو الأمير تركي الفيصل عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء حيث وضع النقاط على الحروف وأوضح الفرق الكبير بين الحق والباطل.وقد رأينا في الأيام السابقة كثيرًا من الناس اختلط عليهم الامر فحاولوا الربط بين الجهاد المشروع المبارك وبين الإرهاب والفساد المحرم الذي يرتكبه بعض المنحرفين عن جادة الصراط المستقيم في مختلف الانحاء.مع أن الجهاد والقتال في سبيل الله مع أعداء الإسلام بأصوله وضوابطه وحدوده الشرعية ثابت بنصوص الكتاب والسنة الواضحة ثبوتا قطعيًا وهو من ضروريات الدين الإسلامي وقد أجمع العلماء قاطبة سلفًا وخلفًا أن من أنكر الجهاد المشروع فهو مرتد كافر خارج عن ا لإسلام ولذلك عد العلماء من وجوه كفر النحلة القيادية إنكارهم للجهاد.فالجهاد ورد ذكره في أكثر من خمسمائه آية من القرآن الكريم وفي آلاف من الأحاديث النبوية الشريفة كما بينه أهل العلم.أما الإرهاب والفساد والظلم وقتل النفس بغير بغير حق فانه حرام حرمه الله ورسوله حرامًا قطعيًا ويعاقب فاعله في الدنيا والآخرة.والفرق بين الجهاد والإرهاب كالفرق بين النكاح المسنون والزنا المحرم.فببركة الجهاد الأفغاني انقشعت دياجير الشيوعية الملحدة بسقوط الاتحاد السوفيتي وانتهت تلك المظالم ومظاهر القهر والظلم والطغيان من الجمهوريات الإسلامية التي تحررت عن الاتحاد السوفيتي بعد سقوطه كازبكستان وطاجكستان وأذربيجان وغيرها التي كان وجود ورقة واحدة من القرآن الكريم في أي بيت منها يعد أعظم جريمة يستحق بها أهل البيت كلهم السجن وأشد العقاب من السلطات الشيوعية السوفيتية الغاشمة. والآن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتحرير هذه الجمهوريات بسبب الجهاد أصبحت تطبع فيها ملايين النسخ من القرآن الكريم في مطابعها وفتحت المساجد بعد أن كانت مغلقة وظهرت فيها كلها مظاهر التدين والتمسك بتعاليم الإسلام المتنوعة بعد أن كانت ممنوعة.فكيف نربط بين هذا الجهاد المبارك وبين الإرهاب المبني على الفكر التكفيري ومنشأ الغلو والتشدد وتقديم الرأي الشخصي المبني على اتباع الهوى بخلاف أوامر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكل ذلك تمشيا مع الكبر والحقد والبغض المتمكن في القلوب للآخرين من عباد الله وبخلاف نصوص الكتاب والسنة الواضحة المعارضة لكل ذلك.فالعقل والدين كلاهما يطالبان أن نفرق بين هذا الحق الباهر المنور وبين ذلك الباطل المحرم المخزي نرجوه سبحانه وتعالى أن يوفقنا دائمًا لما يحبه ويرضاه. عبدالحفيظ ملك المكي - مكة المكرمة