إذا ما اطّلعنا على الأخبار وما تناقلته الصحف وما علّق عليه الكتاب عقب هطول أمطار الأسبوعين الماضيين لوجدنا بأن التاريخ فيها يعيد نفسه مع كل هطول للمطر على العروس (جدة) التي شاخت وهي في مقتبل العمر!! ولقد نال مخطط أم المطر (اقصد الخير) نصيبه وحظّه من التعليق والإشارة، وإذا كان ثمة ما يضاف فهو التساؤل عن صحة ما ورد بشأن أرض ذلك المخطط إذ كيف يعقل أن يتبلد الضمير الإنساني فيتعدى حتى على (الوقف) ويرتكب إثم تحويله وبيعه بكل جرأة؟! • وفي غمار هذه المعاناة التي يعيشها قاطنو جدة مع المطر أريد أن أشير إلى أنه من غير العدل تحمل أمين جدة الحالي تبعة ما يجرى فقد ذكرت في مقال سابق أن التراكمات في جدة متتالية لكننا لا نبرئ المسؤول الذي ارتضى تحمل المسؤولية.. وللأمانة أقول إنه على الرغم من حجم الأمطار التي هطلت قبل أسبوعين إلا أنه كان هناك تحرك من قبل الأمانة لتدارك الوضع وشفط المياه فهل ذلك يكفي؟ إننا نعاني هذه العلاجات التسكينية منذ سنين طويلة وننتظر الحل على مضض! • ربما كانت الأمطار السابقة ومخاطر بحيرة الصرف الصحي وما أعقبها من كارثة للسيول هي القشة التي قصمت ظهر صبرنا وتحملنا فجاء قرار الملك المفدى بالتحقيق ليثلج صدورنا فإذا كانت كارثة السيول قد فضحت خبايا مشاريع أمانة جدة وبعض مشاكل كتابة العدل فإن ثمة قطاعات أخرى لم يفضحها المطر!! والزمن كفيل بكشف المتواطئين والمتربعين على المناصب فيها بلا خجل. • وعود على ذي بدء.. فإن ما أصاب الشوارع في جدة من جرّاء المطر الأخير يجسّد فوضى الحفريات في هذه المدينة منذ أمد.. فهل يعقل أن تبقى حفريات مشاريع في شوارع رئيسة مثل شارع الأمير سلطان وشارع الأمل والستين وطريق مكة القديم وشرق جدة، مفتوحة منذ سنوات دون حل جذري؟ إننا نطالب الأمين الحالي حتى لو لم يضف شيئًا جديدًا للبحث في تلك المشروعات حتى ننقذ ما يمكن إنقاذه في جدة. • إننا نناشد بتشكيل هيئة عليا ليس لتطوير جدة -وهي تستحق ذلك- بل لإنقاذ، جدة وتدارك مشروعاتها وتراثها، إذ الأمر بغير تلك الهيئة سوف تتقاذفه المسؤوليات بين الجهات المختلفة. وتلقى كل منها بالتبعة على الأخرى أو على الإدارات السابقة والتراكمات المتوارثة.. فهل تحظى جدة بمثل ذلك حتى يوضع حد لمشاريعها؟! • أكرر أن ثمة مناطق وجهات وخدمات أخرى في جدة ربما لم تفضحها عوامل التعرية لكنها خنجر مغروس في قلب المدينة المعطلة في مشاريعها الرئيسة. وإذا كانت تلك مشاكل الطرق بعد كل مطر فإن هناك مشاكل مدفونة؛ إذ يعقب كل هطول للمطر تعطّل الهواتف (انقطاع النت) أو توقف الإضاءة في الشوارع فما بين معطلّة أو ممدّدة أعمدتها بعد السقوط.. لذلك نلتمس النظر في تشكيل هيئة عليا لإنقاد جدة والرأفة بقاطنيها فهل ثمة أمل في ذلك؟ دوحة الشعر: صرخت مِلء همومي والسنين مضت... أعلّل القلب....والأهوال تحتدم وهاطل الغيث والأحوال تفضحني..... يخرّ سقفي والأركان تنهدم [email protected]