كشف ل المدينة" باحث متخصص في المدينةالمنورة عن تزايد حالات العنف الأسري وفق آخر إحصائية للعام 1431 ه إلى حوالى 100% مقارنة بالأعوام ال 9 أعوام الماضية !!. وقال العقيد الدكتور نايف بن محمد المرواني والمتخصص في القضايا الأمنية والباحث في مجال العنف الأسري : إن حالات عقوق الوالدين سجلت أعلى نسبة من إجمالي الحالات أي بواقع (61) حالة من أصل (176) حالة عنف خلال الأعوام من (1420 1429)، فيما سجلت إحصائيات العام المنصرم 1431 ه 95 حالة من 211 حالة عنف تم رصدها أي ما يفوق 40% من حالات العنف المسجلة. ويعلق الدكتور المرواني في حديث ل "المدينة" على هذه الأرقام فيقول: المجتمع السعودي جزء من العالم طرأ على ثقافته تحولات وتبدلات في الجوانب الحضارية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية نتج عنها بروز أنماط وأشكال مختلفة للعنف الأسري لم تكن مألوفة في ثقافة المجتمع مثل قتل الآباء والأمهات والإخوة والأخوات، والانتحار، وإساءة معاملة الأطفال والزوجات والخدم وعقوق الوالدين, وغيرهم من أفراد الأسرة. ويشير المرواني الي ابرز أنواع الإهمال الذي يتعرض له المسن فيقول الإهمال السلبي المتمثل في عدم مقدرة الأسرة على إشباع حاجات المسن الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية بسبب ظروف الأسرة الاقتصادية، أو بسبب تركيبة الأسرة والإهمال غير المقصود. يليها حالات المخمورين والخلافات العائلية حيث بلغت (23) حالة من مجموع الحالات العامة، ويقصد بهذا النوع من العنف هو إقدام المعتدى على تعاطي المسكر وقيامه بأفعال غير مسؤولة، واحتل اعتداء الزوج على زوجته مرتبة متقدمة من بين حالات العنف الأسري وأعلى نسبة سجلت في عامي (1422، 1429)، وسجلت أدنى حالات عنف لصالح الأبناء سواء بإساءة معاملتهم، أو أخذهم من الزوجة للعيش عند الأب أو أسرة الأب. أغربها ولعل أغرب حالات العنف التي تم رصدها في عام (1429) هي إقدام ابن يبلغ من العمر (26) سنة على إرغام والده البالغ من العمر (78) سنة على تعاطي مادة الحشيش المخدر، والتلفظ عليه بقصد سرقته والاستيلاء على أمواله، مبينا أن تلك الأرقام في انخفاض ملحوظ!!. دور لجنة الحماية ويقول المرواني حالات العنف الأسري المنظورة من قبل لجنة الحماية الاجتماعية بالمدينةالمنورة وهي بمثابة بلاغات ترد إلى اللجنة من قبل المعتدى عليهم، حيث أن هذا من أبرز مهام اللجنة وهو (تلقي البلاغات المتعلقة بأنواع الإيذاء والعنف الموجه للأطفال والنساء والفئات المستضعفة ). نوعية المتعرضين للعنف وبين المرواني أن معظم حالات العنف المنظورة من قبل لجنة الحماية هي ضد النساء من مختلف الأعمار ,يليها الأطفال الذكور حيث مثلهم (29) طفلا من إجمالي حالات العنف البالغة (132) حالة وفيما يتعلق بنوع العنف الموجه ضد المعتدى عليهم فإن الإحصاءات التي تم رصدها تشير إلى تنوعه بين ( العنف الجسدي و الجنسي والمادي وحالات هروب أو تشرد ). نماذج لحالات عنف ومن النماذج يتحدث الدكتور المرواني عن 11 حالة عنف نفسي تم تسجيلها في الاحصائية، وهي عبارة عن إدعاء الحالة على ابن الزوج بارتكاب جريمة الزنا ومحاولتها الانتحار، واتهام الأسرة بعدم الاعتراف بالحالة، ورفض الزوج استخراج شهادة ميلاد للأبناء، وعدم قدرة الأم على إدخال أبنائها للمدرسة, وخشية الأم على طفلها من زوجها السابق، ورغبة الأم العودة لأبنائها وطليقها، وسوء معاملة الأب للحالة بعد الطلاق وسوء معاملة الزوج، وواحدة من تلك الحالات سجينة وترغب برؤية أبنائها وزوجها. الفئات العمرية وقال المرواني: الفئة العمرية مابين ( 22 28) سنة هي الأكثر تعرضاً للعنف بواقع (27) حالة ربما كونها السنوات الأولى من الحياة الزوجية. كما تؤكد الدراسات بأن أكثر النساء اللاتي تعرّضن للعنف هن من الفئة العمرية ما بين (21 – 30) أي بنسبة ( 33% ) وأرجعا أسباب العنف الى نتيجة المعاناة من الضغوط. دور المؤسسات وعن دور المؤسسات الأمنية وهو دور وقائي اجتماعي كالوقاية من الانحراف، والحفاظ على سلامة المواطنين، وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم يقول المرواني: في قضايا العنف الأسري يكون الدور الأكبر والفعال لجهاز الشرطة باعتبارها نظاما يتكامل مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى : التربية والتعليم، والإعلام، والأسرة، والشؤون الاجتماعية.