أكد الاختصاصيون أن الالتهابات الرئوية تؤدي غالبًا إلى تجمع سوائل في الغشاء حول الرئة وإذا وصل الالتهاب إلى السوائل كان لابد من التدخل الجراحي، والذي يتم لتصريف السوائل بواسطة أنبوب صدري وفي حالات يكون الالتهاب متقرح أو الحالة أصعب وينتج تليفات داخل السوائل المتجمعة مما يؤدي إلى تحوصلها أي تصبح على شكل أكياس وتجمعات، وإذا لم تنفع الأدوية في إذابة التليفات يأتي التدخل الجراحي بواسطة المنظار عن طريق فتحة في الصدر وفي مراحل متقدمة يتكون غشاء تليف سميك حول الرئة يمنع الرئة من التمدد وهنا لابد من التدخل الجراحي في عملية الصدر المفتوح لتقشير الغشاء المتليف والسماح للرئة بالتمدد وهذه نماذج لتطور المراحل ونوعية التدخل الجراحي. حالات التدخل الجراحي ويوضح الدكتور أحمد حسن بنجر استشاري جراحة الصدر أنه بشكل عام يتم اللجوء إلى التدخل لجراحة الصدر عندما يكون هناك أورام في الرئة وأورام القصبة الهوائية وأورام المريء القابلة للاستئصال وأورام الغشاء البلوري (بطانة الصدر الداخلية) وتجمع الدم أو السوائل في التجويف الصدري نتيجة حوادث أو التهابات في الرئة وكذلك في حالة أورام منتصف الصدر بمختلف أنواعها وطبيعتها وفتق الحجاب الحاجز بأنواعه والعصب السمبثاوي وصديد الرئة الذي لا يستجيب للعلاج وصديد التجويف الصدري وهناك مراحل متقدمة حيث يتكون غشاء ومن الحالات التي تتطلب التدخل الجراحي إصابات الحوادث كتثبيت الكسور وإيقاف النزيف إضافة إلى ما يعاني منه بعض الأطفال من التشوهات الخلقية في الغشاء البلوري والرئة والقصبة الهوائية. نجاح الجراحات ومن جهته يؤكد الدكتور سالم العمري استشاري جراحة الصدر أن هناك نجاحات كبيرة تمت بحمد الله فيما يتعلق بجراحة الصدر ولا يكاد يكون هناك تدخل جراحي إلا وله نتائج إيجابية وناجحة وتصل النجاحات بفضل الله إلى أكثر من 95% وتحدد حالة المريض والوقت الذي يتم فيه المعالجة نوع التدخل الجراحي فكلما تأخر المريض كان نوع التدخل الجراحي أكبر ولذلك ينبغي في حال استمرار الالتهاب لأكثر من أسبوع سرعة مراجعة طبيب مختص لتقويم الحالة واكتشاف المشكلة في وقت مبكر وبالتالي التدخل لعلاجها بسرعة قبل لا تتفاقم. الحاجة للطبيب والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند سماع التحذيرات من استمرار الالتهاب وتأخر المريض في مراجعة الطبيب هو: متى تكون الحالة تتطلب سرعة مراجعة طبيب الصدرية؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور عيد القرشي استشاري الأمراض الصدرية، فيقول: نتعرض جميعًا لأمراض الحلق والجهاز التنفسي العلوي نتيجة تقلبات الجو والتعرض للبرد وغير ذلك ولكن عندما ترتفع درجة حرارة المريض ويضيق نفسه هنا لابد من مراجعة الطبيب وليس بالضرورة أن يكون مختصًا بأمراض الصدر وبالتالي يأخذ المريض مضادًا حيويًا عاديًا فإذا استخدم المضاد لمدة أقصاها خمسة أيام ولم تنخفض الحرارة ولم يستجب للمضاد هنا نقول لابد من سرعة مراجعة طبيب مختص بالصدرية لأنه قد يكون هناك التهابات جرثومية تحتاج لأشعة عادية أو مقطعية وقد تكون الالتهابات مقاومة للمضادات وتحتاج لمزرعة وقد تكون الالتهابات بكتيرية بسبب الدرن أو السل الرئوي وقد تكون الالتهابات جرثومية بسبب فطريات مثل المرضى الذين لديهم أمراض مزمنة مثل السكر والفشل الكلوي أو غيرهما وقد تكون الالتهابات غير جرثومية مثل التهابات الأمراض المناعية أو الأورام أو الالتهابات الناتجة عن تناول بعض الأدوية وفي كل هذه الحالات ومتى ما استمر الالتهابات ولم يستجب للمضاد لابد من سرعة طبيب مختص في أمراض الصدر.