أوضح الأستاذ عبدالعزيز السويلم مدير إدارة البرامج بقناة المجد الفضائية “سابقًا” أن بعض القنوات الفضائية تصدق في برامجها الحوارية لأساليب السباب والشتائم، وتختلف الأسباب التي تدعو هذه القنوات إلى هكذا أساليب، من قناة لأخرى حسب رؤيتها ورسالتها، لكن مثل هذه الأساليب قد تزيد قليلًا في القنوات المبتدئة عنها في القنوات التي لها تاريخ، وما يدعو بعض أولئك إلى مثل هذه الأساليب، هو السير عكس التيار لجذب الانتباه، وتسجيل الحضور، وزيادة هذه الجرعة أو تواجدها قد تجذب بعض الفضول المؤقت، فيلتفت من لا يعرف هذه القناة إليها، وتحاول تلك القناة وأخواتها بهذا الأسلوب في استقطاب أكبر قدر من المشاهدين إلى شاشتها، دون النظر إلى عواقب تلك الممارسة السلبية. وبين السويلم أن الهدف من البرامج الحوارية هو تقديم فكرة أو معلومة يستفيد منها المشاهد، من خلال تجاذب أطراف الحديث مع الضيوف، وحضور لغة السباب والشتائم؛ لن يكون إلا قاتلًا للفكرة، قادحًا في صاحبها، يلقى التبرم والتجاوز السريع من المشاهد، لا سيّما وذائقة المشاهد العربي عمومًا في ارتفاع، لا تستهويه هذه اللغة، ولا يروق له هذا الخطاب. منوهًا بأننا بحاجة ملحّة إلى طغيان اللغة الراقية، والطرح الهادئ، والأسلوب المتّزن، في حواراتنا الثقافية؛ وحتى في حياتنا كلها، والتزام هذه القنوات بهذا المنهج، سينعكس أثره بلا شك على المشاهدين بكل شرائحهم، وسيكون عاملًا مهمًا في إنضاج الأفكار وحسن التواصل، والوصول إلى الهدف المرجو من مثل هذه الحوارات. وأضاف السويلم قائلًا: هناك ثمة حوارات مبناها المناكفة، والحرب الكلامية، وتخطئة الخصم، وإبراز عيوبه، وتغطية محاسنه، يتناثر فيها أسلوب الشتائم والسباب، ويعز فيها الإنصاف، وتكون الدالة لصاحب الصوت الأعلى، لا يضفي على الحوار، إلا كما يفعل الزيت إذا ألقي على النار. وتتحمل مثل هذه القنوات، تبعة نشر اللغة المحتدّة والساخنة في المشهد الإعلامي، والذي يعتبر بدوره أحد أهم المؤثرات الرئيسية لأفراد المجتمع. معبرًا عن رأيه بأن هذا أسلوب يتسم فيه السباب والشتائم محتوى القناة ما هو إلا رؤية ضيقة لا تلبث مع الوقت إلا الزوال، ويبقى الرقي في الطرح، والحوار الهادئ، والتناول الذكي هو الفيصل في التأثير وإبراز الفكرة والحصول على المطلوب.