مسكين الضمير الذي يتحدّث عنه كاتبنا الكبير (الجميلي)، يكتب، ويعصر أفكاره، ويستحضر مارقه، وجن عفاريته.. يخرج علينا بمقالات تُشفي القلوب، فهو صاحب قلم نيّر، يكتب كلمات لها معانٍ كثيرة، فعصارة فكره تلامس معاناة المجتمع. أحزن على مقالاته التي يعتبرها بعض المسؤولين حبرًا على ورق، ويقولون عنها (كلام جرائد)! حزني عليك، وعلى مارقك.. يا (جميلي)، فأنت كمن يكتب بالصخر على سطح ماء، أو كمن ينقش بالماء على الحجر! لقد أسمعت إذ ناديت حيًّا ولكن لا حياة لمن تنادي أمّا أنا أقول: تكلّم الضمير المتجمّد بعد مقالك الأول الأسبوع الماضي، وبعد أن أعلنت أمام البشر رغبتك في إنشاء مدرستك لتكون الآمر الناهي بها. أقول: “رفقًا بنا رفقًا”!! فإليك هذه الإحصائية التي أصدرتها مصلحة الإحصاءات، لعلك تساهم في إنقاذ أبنائنا من البطالة التي وصلت إلى أعلى مستوى في بلادنا، وبنسبة تزيد على40%. لربما أنت ومارقك تكسر هذه النسبة التي لم تستطع الجهات المعنية كسرها، والنظر إلى أبنائنا على أنهم هم بناة المستقبل. يقول ضمير الإحصاءات المُستبلد: “إن أعلى نسبة للعاطلين السعوديين هم من الحاصلين على شهادة البكالوريوس حيث تصل نسبتهم إلى 45%، يليهم الحاصلون على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها بنسبة 26%. أمّا بالنسبة إلى الذكور فإن أعلى نسبة للعاطلين هم الحاصلون على شهادة الثانوية، وذلك بنسبة 40%، يليهم الحاصلون على شهادة المتوسطة بنسبة 17.3%. أمّا الإناث فإن الحاصلات على شهادة البكالوريوس يمثلن أعلى نسبة من بين العاطلات السعوديات؛ إذ بلغت النسبة 79%، تليهن الحاصلات على شهادة دبلوم دون الجامعة بنسبة 13%. هؤلاء يا صاحب الضمير المتحرّك هم كفراغ يركضون بين الأشواك والحفر، يترنّحون يمينًا وشمالًا، ويخطون بتشدق، تعلّموا ونالوا الشهادات، لكن الوظائف نفثتهم! كل ذلك بسبب أنهم لا يحسنون التملّق، وليس لديهم حرف (الواو)!! فاجعلني أنا واوًا لهم عندك، وعند مارقك، وإلاّ سأستدعي مارقي الأقوى من مارقك؛ لأنني (الفقيه)، وسأطلب منه القضاء على مدرستك..! عزيزي صاحب الضمير المتكلم: إن أردت عناوينهم، فالبعض تجده تحت الجسور. والآخر مترنح بين الأسواق، والبعض منهم (ليله نهار، ونهاره ليل) أُصيب بالانهيار! وسامحووووونا. 6752388/02 [email protected]