أشار الدكتور صالح زياد إلى أن الشعر أصبح بالمفهوم العربي، مؤديًا للذاتية، أو الغنائية، التي تعني العلاقة المباشرة بين النص والذات المنشئة؛ سواء من جهة موضوعه الذي لم يعد موضوعًا بل غرضًا بحسب التسمية التقليدية المتداولة له؛ لأنه واضح الدلالة على التعبير عن نفسية الفرد بالاتجاه إلى غرض وقَصْد مادحًا ومتحمسًا ومفتخرًا وراثيًا ومتغزلًا أو هاجيًا ومعاتبًا أو واصفًا أي شيء. أم من جهة إحالته على الشاعر المنشئ له بتعبيره عادةً عن ضمير المتكلم مباشرة. جاء ذلك طي كتابه الصادر حديثًا تحت عنوان “الشاعر والذات المستبدة” عن عالم الكتاب الحديث بالأردن، حيث تناقش صفحات الكتاب، التي بلغت 260 صفحة من القطع المتوسط، فكرة ارتباط الشعر عمليًا في ذاكرتنا العربية بملامح تسم شخصية الشاعر بالذاتية المفرطة، ومن ثم تقرنه بالاستبداد الذي يتبادل مع الأثرة والأنانية النتيجة والسبب. وأول أبحاث الكتاب يتناول الوعي بالشعر لدى أبرز الرواد الوجدانيين الذين تعاطوا هموم المسألة الشعرية عمليًا ونظريًا، في المملكة العربية السعودية، ويأتي البحث الثاني متناولًا مثالًا هو الشاعر والمفكر حمزة شحاتة، ليكتشف ما يدلل على ملمح الشمول الكلي في الرؤية. ويختص البحثان الثالث والرابع العواد الذي كان من أبرز دعاة التجديد الشعري والثقافي والإصلاح والتنوير الاجتماعي. وفي البحث الرابع، يتناول الكتاب “الشعر وانحسار الذات المستبدة” ويقصد بذلك الدلالة على بروز الموضوعية فنيًا في الشعر.. يشار إلى أن الكتاب سيقدم في معرض الرياض الدولي في الأول من مارس المقبل.