تابعتُ -كما تابع غيري- بإعجاب لقاء معالي وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، والذي تم نشره بهذه الصحيفة في عددها الصادر برقم 17400، وتاريخ 17 من شهر محرم 1432ه. فقد كان لقاءً أكثر من رائع، وضع معاليه النقاط على الحروف للعديد من المواضيع القيّمة والجميلة، والتي تهم رجال الإعلام والثقافة والأدب، والمواطن العادي الذي يتابع الإعلام ومواضيعه التي تطرح في الساحة المحلية، فقد تطرّق إلى مواضيع شتّى في جوانب متنوعة نذكر منها: حول العملية الإعلامية أوضح (بأنها ليست نمطية روتينية، بل طبيعة الإعلام وتوجهه ليتسم بالتغيير والتجديد والتطوير في طريقته لتناول الخبر والتقنيات التي تظهر يوميًّا، ويلزم أن تشارك العالم في هذا التطور. فالعالم يعمل وفق هذه المتغيرات، وأن يكون لدينا تغيير متواصل للأحسن، ولن تكون هنالك تحديات جديدة تجعل المواطن السعودي ينجذب نحو رسائل إعلامية، وأن يكون الإعلام النافذة التي نستطيع من خلالها أن نرى الحقيقة دون اللجوء لمنافذ أخرى)، وتلك حقيقة واضحة وضوح الشمس، أوضحها معاليه. فنحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، في عصر الكمبيوتر والإنترنت والفيس بوك، وكل شيء يتغير ويتطور ويتحسن، والإعلام في وقتنا الحاضر يسابق زمنه، جعل من العالم قرية صغيرة يمكن معرفة ما يدور فيها من أحداث في اليوم والليلة، كما أن ظهور الصحف الإلكترونية على مواقع النت في أجهزة الكمبيوتر ساهم في متابعة الحدث خلال 24 ساعة. فالأمة المختلفة إعلاميًّا هي أمة جامدة لا تستطيع معالجة قضاياها ومشكلاتها بأسلوب عصري وحديث. وعن الإعلام المرئي تحدث معاليه فقال: (بكل فخر إننا مؤخرًا افتتحنا خمس قنوات جديدة تُضاف للقنوات السابقة، وتم تجديدها وتطويرها، وأصبح لها جمهورها الذي يرى فيها تطورًا كبيرًا، سواء من ناحية التقديم أو الاختيار أو الإخراج). صحيح يا معالي الوزير إنكم خلال عام واحد حققتم للتلفزيون السعودي نقلة نوعية رائعة؛ بإيجاد خمس قنوات جديدة: (الإخبارية، والأطفال، والثقافية، والقرآن، والسنّة) هي مجهودات رائعة في سبيل المنافسة الفضائية، ولكنها خطوة جيدة تحتاج إلى خطوات تطويرية أكبر، ويمكن فتح الاستفتاء بين الجماهير المتابعين لها، واختيار ما يناسب من اقتراحات تُقدّم. وفي جانب الفضائيات قال معاليه: (إن الفضائيات والتلفزيون والصحف الإلكترونية والنت ليس بإمكان أحد منع هذا التدفق الإعلامي الذي يظهر على مرأى الجميع). صح لسانك يا معالي الوزير، فنحن نعيش في عصر ثورة الاتصالات والمعلومات السريعة التي تنتقل بسرعة البرق، ولا يمكن إخفاء شيء، ولا يمكن أن يقفل هذا الباب؛ لأن العالم أصبح قرية صغيرة. وعن إنشاء صحف جديدة أشار معاليه: (بأن وزارة الثقافة والإعلام ليس لديها مانع من إصدار صحف ورقية جديدة يمكن أن تقوم على هذا العمل، وأتمنى إصدار أكثر من صحيفة، ولكن أتمنى من كل مَن يريد الاستثمار في إنشاء صحف محلية أن ينظر للواقع الماثل أمامه، هناك صحف كثيرة أصبحت آيلة للإغلاق، وباتت تتحوّل إلى صحف إلكترونية؛ لأنها سوف تصدر بأكثر من طبعة إلكترونية مثل طبعة الصباح، وطبعة الليل، وطبعة النهار؛ لأن الأخبار تتلاحق طيلة اليوم). وهنا نجد معاليه يلامس الحقيقة، فالصحف الورقية في وقتنا الحاضر أصبح الإقبال عليها ضعيفًا، واتّجه الكثير لقراءة الصحف من خلال النت، وخاصة الصحف الإلكترونية التي تزداد يومًا بعد آخر، ولها كتّابها، ومحرروها، وأحداثها، وقرّاؤها الذين يتكاثرون يومًا بعد آخر. وفي جانب الحرية الصحفية أشار معاليه (بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله دائمًا ما يوجّه بالشفافية والمصداقية في الأمور ومعالجتها، ويذكّرنا بأنه لا يوجد أحد فوق النقد). وهو رأي الرأي العام فحرية الصحافة في حدود القيم والمبادئ والبحث عن الحقيقة من خلال الحرية المنبعثة التي تعالج قضايا المجتمع وتقييمه. سمير علي خيري - مكة المكرمة