الظروف والدوافع المحركة لقصص الانحراف والمنحرفين تعكس لنا مسار حياتهم غير الطبيعي من البداية حتى النهاية المحتومة. كثير من هؤلاء يلقون اللوم على الأسرة والجماعة من حولهم في تحمل مسؤولية وقوعهم في طريق الضلال واستمرارهم فيه. يوضح هؤلاء من خلال اعترافاتهم ان الاسرة تقع في خطأ التربية المبالغ فيها اما بالقسوة المفرطة أو بالتدليل أو فقدان الرعاية الابوية وغياب عنصر الرقابة، وتجاهل صعوبات سن المراهقة كمرحلة انتقالية بين الصبا والشباب وما تحتاجه من بناء للشخصية واكتساب للثقة وتوجيه للطاقات بأساليب ترضيهم. يقول هؤلاء المنحرفون ان الله سبحانه وتعالى يسامح الخطائين ويفتح لهم باب التوبة ولكن الجماعة بكل مؤسساتها تظل تحاسبهم وتعاقبهم على الخطأ للابد وتبخل عليهم بالتسامح والمغفرة حتى لو نال المنحرف العقاب. فيعملون على نبذه والاعراض عن التعامل معه الى جانب السخرية والتهكم به ومطاردته وعدم التعاون معه ليخرج من ظروفه المؤقتة الصعبة، حيث يظل ينتظرهم الماضي بأخطائه وانحرافه كوصمة عار على جبينهم تسبقهم أينما يكونون. وايضا هم يفتقدون للنصيحة والقدوة الحسنة ويعانون من الفراغ والخواء الروحي والنفسي والفكري وينصرف عنهم القريب والصاحب. ويتابع هؤلاء شكواهم بأن تلك الظروف القاسية تضطرهم الى الوقوع كفريسة سهلة بين ايدي بطانة السوء التي تصبح بمثابة الأب الروحي لهم تحتضنهم وتمدهم بسبل العيش والمأوى والترحاب والمودة مما يسهل اغواءهم الى اوكار الجريمة المنظمة لانهم لا يتحملون العزلة عن الناس، وهكذا تتطور حياتهم مع الوان وانواع الشر والفساد ودرجات الانحلال الذي بدأ بهم من مجرد انحراف صغير لم يحصلوا في حينه على الدعم والعون والغفران والتقويم، حتى وقعوا في ضلالات الاجرام والعنف والافساد في الارض والانتقام ومحاكمة افراد المجتمع بقانونهم الخاص جزاء على اهمالهم ونسيانهم ونبذهم والسخرية منهم. لذلك فإن استجابة المجتمع الفورية لقصص هذه الشرائح تبدأ بارساء اساليب التعاون بين الأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية الاخرى لاحتواء بوادر الانحراف والمخالفات السلوكية وعدم التسرع بالتخلص من الطلاب المنحرفين بفصلهم، حيث من المؤكد ان يبدأ مشوارهم مع الضياع ومن ثم يحصد المجتمع الاخطار والشرور والمفاسد، وتقع اعداد منهم صيداً سهلاً في حظائر الارهاب. فمن البدائل المطروحة فتح ابواب التناصح لهم والتعرف على الظروف المحيطة بهم وعلاجها وتوفير سبل الدعم لهم المادي والدراسي والصحي والاجتماعي واخضاعهم الى جلسات علاج تربوي وسلوكي وتوجيه طاقاتهم في هوايات نافعة رياضية وابداعية. ظاهرة مبشرة ان يستعان بالمساجين المفرج عنهم بالاتفاق مع أمانة جدة لترميم المجسمات بكورنيش جدة، حيث يتمتعون بموهبة حرفية اكتسبوها بالسجن فهذا عمل مشرف يفخرون به ويفخر بهم المجتمع. SalwaMosly.jeeran.com