الحج من الأمور التعبدية والركن الخامس من الإسلام ولمن استطاع إليه سبيلا، والاستطاعة الراحة والصحة والنفقة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا الحج بالحج والعمرة بالعمرة فإنهما يكفران الذنوب وزيادة في الرزق)، وشاء الله أن يخص هذا الوادي بأغراس الإيمان وأصبح الحج فريضة من يوم أطلق النداء أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم وجاء سيد الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام فكان أحد أركان دعوته، وقد تغير هذا المفهوم التعبدي عند فئة من الناس إلى رحلة نزهة وتلذذ في المسكن والمأكل، متجاهلين التلذذ الروحاني لهذا الموقف وعلى الإنسان أن يستحضر عظمة هذا الركن وما يناله من أجر ومثوبة عند أدائه له. وإن ارتفاع أجور الخدمات لدى المكاتب المصرح لها مبالغ خيالية وهناك فئة كبرى لا تستطيع أداء هذه الشعيرة ضمن ذلك لترك الحملات على الغارب فيلزم تحديد الاجور ليتسنى للمواطن أداء هذا النسك في ضوء التعليمات، وأن تحديد الأسعار يقضي على ظاهرة الافتراش. فأهيب بوزارة الحج أن تضع حدًا لأسعار الخدمة كما هو متبع مع أرباب الطوائف. .مع أن الحاج القادم من خارج المملكة ما يستوفي منه نظير رسوم الخيام والتنقل بين مكةوالمدينة والمشاعر لا تتجاوز ألف ريال، مضافا اليها خدمات أرباب الطوائف 295 ريالًا العائدة للمطوف والدليل والوكيل والزمزمي، وذلك عن فترة ثلاثة أشهر خدمة، الذي يستوفى من حاج الداخل مقابل خمسة أيام منى ثم عرفة ومنى لا يقل عن أربعة آلاف ريال أي بزيادة مائتين في المائة.مقارنة بما يستوفى من الحاج القادم من الخارج. وأختم مقالي بما عبر به الإمام علي رضي الله عنه “فرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للأنام يردونه ورود الأنعام ويلهون إليه ولوه الحمام وجعله الله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته وإذعانهم لعزته واختار من خلقه سماعا جابوا إليه دعوته وصدقوا كلمته ووقفوا مواقف أنبيائه وتشبهوا بملائكته المصطفين بعرشه”. مأمون عبدالغني بري - المدينة المنورة