استضاف نادي جدة الأدبي الثقافي مساء أول أمس وكيل وزارة الثقافة والإعلام الأسبق الدكتور عبدالعزيز السبيلّ والذي تحدث في محاضرة تناولت عنوان “صناعة الفعل الثقافي السعودي” وفيها ابتدأ رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني باستعراض مسيرة ضيف الأمسية ليضع للدكتور السبيل ما يشاء من الوقت ليتحدث في الوقت الذي بدأ فيه الدكتور السبيل أقل وقتا في التحدث طيلة الأمسية وهو ما تعمد فيه لكي يتيح للجميع التفاعل مع المحاضرة والتي انتهت بمشاركة أكثر من 23 معلّقًا ومعلّقة استعرض الدكتور السبيل ّ العوامل والمتغيرات والتي تؤثر في صناعة الحدث الثقافي وبدا فيها مشخصًّا لواقع الأندية والتي يندرج تحت نشاطاتها المختلفة الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية ومستعرضًا للواقع المهزوم للمكتبات السعودية لافتًا إلى غياب الأنشطة التفاعلية مشيرًا على صعيد ذات صلة بأن ثقافتنا لاتزال ثقافة استقبال إلى ما تفضّل به من حديث حول دور مؤسسات المجتمع المدني وإمكانية أن تتحول بعض المؤسسات إلى ذلك ومنها الأندية الأدبية ومعلقّا على واقع الثقافة المحلية والتي وصفها بأنها جهد أفراد وليست جهد مؤسسات وهو ما يعيق الصناعة الثقافية الحقيقية وفق ما أشار في رده على كثير من التعليقات والردود ومشيرا في نفس الوقت على أن اللاعب الأساسي في تشكّل الواقع الثقافي هو الجمهور والمنتج الشعبي كما أشار إلى أن من يصنع الحدث الثقافي هم المثقفين أنفسهم وعندما يلتقي رجل السياسة أو تتدخل الدولة في صناعة الحدث الثقافي فإن الوضع يؤثر سلبًا لا إيجابًا ويضيف: الحياة تكامل وتصالح وتعايش تضبطها التعاليم الدينية في إطارها الواسع والأعراف الاجتماعية بمفهومها الشمولي المتسامح « إلى ما يؤكد عليه من تكامل برامج الأنشطة بقوله: « إننا بحاجة إلى برامج تتكامل فيها الأنشطة ويؤازر بعضها بعضًا حلقات تحفيظ القرآن الكريم ودروس التجويد وحفظ السنة النبوية والخطابة والشعر والقصة وأنشطة الفن التشكيلي والتصوير والمسرح والفنون الشعبية إلى جانب الأنشطة الرياضية المختلفة هذه الأنشطة تتراوح غالبا بين المندوب والمباح وإن كان كل ذلك يعتمد على الؤوى الفقهية المختلفة لكنها ستكون بين حصول الثواب وانتفاء العقاب وهو التوازن الذي توجهنا إليه الآية الكريمة: [وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا]. ليختتم السبيل حديثه عما تم اليومين الماضيين في الحوار الوطني مشيرا إلى حرية الطرح في هذه الحوارات ملّخصًا حديثه بالقول: « هي حوارات لم تبق في غرف مغلقة ولعدد محدود من المشاركين بل أصبحت هذه الحوارات تنقل على الهواء مباشرة يتابعها القاصي والداني داخل الوطن وخارجه « وانتهى به المطاف إلى التساؤل الذي أنهى به ورقته تلك بقوله: “أليس من الممكن أن نجعل جميع مؤسساتنا الثقافية بما فيها الجامعات تسير على ذات المنوال”؟ المداخلات.. لتتوالى بعدها المداخلات والتي تجاوزت ال 20 مداخلة ونالت الحظ الأوفر من وقت المحاضرة التي اختصرها السبيل ليعطي الوقت الأكبر لتلك المداخلات أشار الكاتب عبدالله فراج الشريف إلى الانفتاح التقني والمعرفي والذي جعل من إمكانية وصول الفكرة إلى أي متلقي في أي مكان أمر صعبًا فيما تناولت نورة القحطاني واقع ما كتب على صفحات الصحف حول شكاوي الأندية الأدبية عن العزوف الكبير الذي تعانيه من ضعف الإقبال على طلبات الترشيح استعدادًا لانعقاد الجمعيات العمومية تهميدًا لمرحلة الانتخابات سائلة الدكتور السبيل ّ عن تفسيره لذلك العزوف فيما بدأ الشاعر عادل خميس الزهراني متحدثًا عن بعض تحقيقاته الصحفية التي جمعته بالسبيل وبعض المواقف التي جمعته به من خلال عمله الصحفي لتتحدث بعده بديعة كشغري معرفّة الثقافة بأنها سلوك قبل أن تكون كتابة وأقلام مسائلة الدكتور السبيل عن كيفية أن تكون الثقافة هي المحرض على التفاعل والسلوك؟ كان من ضمن المداخلات مشاركة الناقد الدكتور عالي القرشي والذي لفت إلى أن إدارة الثقافة من قبل المثقف المحب الواعي هي من تقود إلى وعي بمشكلة الثقافة ودخول المثقف مع الإداري في بلورة الثقافة هي أمر منشود فيما طلب مدير التربية والتعليم بمحافظة جدة الأستاذ عبدالله الثقفي من جميع من حملّ التعليم الواقع الضعيف الذي تشهده الثقافة الآن بإعطاء الفرصة وأشار أحمد الصالح إلى إعادة النظر في المناهج التعليمية فيما تسائلت زينب غاصب عن تغير القناعات لدى المثقفين بين الحين والآخر حتى وإن كانت أفكارهم التي كانوا يتبنونها يومًا ما ليأتون بعدها محاربين لها لافتة أيضًا إلى عدم تفاعل التربية والتعليم مع إجازة المثقفات برغم صدور القرار المتضمن تلك الإجازة منذ عام 1406 ه تضمنت المداخلات مشاركة الكثير من المداخلين والمداخلات ومنهم: د. فايزة الحربي ود. علي العيدروس وسهام القحطاني وم. سعيد الغامدي وإبراهيم الجريفاني وم. عبدالله سابق وهوازن باداود ود. يوسف العارف ود. مشبب الأسمري وسلوى أبو مدين وسارة الأزوري ود. أشجان هندي ومحمد زكي باشا وانتهى المطاف بمداخلة عبدالفتاح أبومدين والذي لفت إلى أنه خلال ترؤسه للنادي الأدبي بجدة كان يطالب بدعم مادي جيد وبعض الصلاحيات وللوزارة بعد ذلك محاسبة النادي في أي قرار يتخذه إلا أن محاولاتهم في تلك الفترة التي ترأس فيها النادي لم تتحقق وهو ما وصفه بتقييد الثقافة. انتهت المحاضرة بعرض مرئي من نادي جدة الأدبي لأبرز النشاطات التي جمعت السبيل بالنادي في عرض مرئي استغرقت مدته ما يقارب الخمس دقائق.