تجاهل كثير من العمال في أبيدجان كبرى مدن ساحل العاج، دعوة الحسن واتارا المطالب برئاسة البلاد للإضراب أمس، بهدف إجبار غريمه لوران جباجبو على التخلي عن السلطة قائلين إن عليهم العمل كي يجدوا قوت يومهم. وكان سير العمل في ميناءي أبيدجان وسان بيدرو اللذين تخرج منهما معظم صادرات البلاد من الكاكاو طبيعيا. وكانت منطقة بلاتو التجارية في وسط أبيدجان مزدحمة والمتاجر والمكاتب مفتوحة. وفي مدينة بواكيه الشمالية معقل مؤيدي واتارا امتثل بعض أصحاب المتاجر لدعوة الإضراب لكن البنوك ووسائل النقل العامة كانت تعمل. وتعاني ساحل العاج أكبر منتج للكاكاو في العالم من أزمة سياسية عنيفة منذ انتخابات الرئاسة التي أجريت الشهر الماضي واستهدفت مداواة جراح الحرب الاهلية التي دارت عامي 2002 و2003 لكنها تسببت بدلا من ذلك في إراقة دماء من الطرفين المتنافسين. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 170 شخصا قتلوا جراء أعمال العنف. وألقت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي ودول تجمع غرب أفريقيا بثقلها في تأييد واتارا بعد أن أظهرت النتائج الأولية للانتخابات فوزه بفارق ثماني نقاط. وقال أحد المسؤولين في شركة لتصدير الكاكاو في ميناء سان بيدرو «الكل في عمله هذا الصباح (أمس)». واضاف بعدما طلب عدم الإفصاح عن اسمه «صحيح أن البلاد ما زالت في موقف صعب سياسيا لكننا نحاول القيام بما يمكننا القيام به. الكاكاو موجود بكميات كبيرة منذ فترة من الوقت وهدفنا هو تصديره بقدر ما نستطيع». وأدى النزاع إلى ارتفاع أسعار الكاكاو في العقود الآجلة إلى أعلى مستوياتها منذ أربعة شهور في حين تراجعت قيمة السندات الدولية للبلاد لمستوى قياسي وسط مخاوف من تخلف الحكومة عن سداد دفعة قيمتها 30 مليون دولار بحلول 31 من ديسمبر. ولكن مصدري الكاكاو قالوا إن كميات الكاكاو التي تصل إلى الموانئ تجاوزت مستوياتها في العام الماضي برغم الأزمة. وقال إيبروتي أسومو جان التاجر في منطقة كوكودي في أبيدجان «مواطنو ساحل العاج يعيشون يوما بيوم. حين يطلب منا شخص ألا نعمل فهو يطلب منا أن نصوم عن الزاد. بالنسبة للموظفين الحكوميين قد لا يمثل الأمر مشكلة أما بالنسبة لنا فهذه مشكلة حقيقية». وتنامت الضغوط الدولية على جباجبو كي يتنحى بعد انتخابات 28 من نوفمبر لكن لم يظهر أي بوادر على التخلي عن موقفه وأصر على أنه فاز بعد أن قضت محكمة عليا يديرها أحد حلفائه ببطلان مئات الآلاف من أصوات واتارا بدعوى أنها مزورة. وكانت الحكومة الموازية التي شكلها واتارا قد دعت الأسبوع الماضي للعصيان المدني ولم تلق تلك الدعوة استجابة كبيرة. لكن 20 شخصا على الأقل قتلوا حينما حاول أنصار واتارا السيطرة على التلفزيون الحكومي ومنعهم الجنود الحكوميون. وقال التلفزيون الفرنسي ان نحو 20 من انصار واتارا احتلوا سفارة ساحل العاج في باريس لعدة ساعات الاثنين مطالبين بتنحي جباجبو الذي يعاني من عزلة دولية. واضاف انهم احتلوا المبنى بشكل سلمي أكثر من ست ساعات وأجبروا العاملين بالسفارة على أن يغادروها قبل أن يخرجوا هم من المبنى. ومن المقرر ان يصل رؤساء ثلاث دول في منطقة غرب افريقيا للبلاد بناء على طلب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس) لحث جباجبو على التنحي. وكانت المجموعة هددت باستخدام القوة إذا لم يترك جباجبو السلطة.