إن المتأمل للمدلول اللفظي ( محشش ) الذي أصبح مجتمعنا يتداوله في إطار نكتة أو فكاهة يلتمس ما شكّلتهُ تلك الكلمة في نفوسنا من صورة ذهنيّة تُقدّم لنا الإنسَان المتعاطي لمادة مخدّرة “كالحشيش” كشخص مرح يُضحكنا، ويحترف الفكاهة .. بل ويُدخل السرور إلى نفوسنا بأفعاله وأقواله ! ولم تعد هذه الكلمة ذات تأثيرٍ سلبي يصطدم بحاجز النفور منها.. والعياذ من سلوك أصحابها كما في السابق حينما كنّا نتلفظ أمام آبائنا وأمهاتنا بكلمة ( سكران ) أو ( مخدرات ) ..فننهر وبشدّة على ذلك، في إشارة إلى عِظم هذهِ الأمور المحظورة دينيًا وأخلاقيًا على البشرية ومدى سوء انخفاض الحاجز النفسي منها بذكرها المستمر، واعتياد التحدث حولها! ومن ذلك وصلنا أيضًا لترادف لفظي ساد الآن في اجتماعاتنا مع الأقارب والأصدقاء ..فاستُبدل التعبير عن الضحك المستمر وحالة السرور في جلسة وديّة بكلمة ترادف كل ذلك وتختصره « كنّا محششيييييين«..! ووسِم الشخص خفيف الظل في سلوكه وأحاديثه .. ب « المحشش الخطير ! « ..مع ابتسامة ترتسم على ملامحنا وبهجة نفضي بها للغير .. عند الحديث والحكاية. واليوم سُبل التوعية على الرغم من اتخاذهِا إجراءً حازماً مؤطر برسالة شديدة الأهميّة بمضمونها الواقعي الصادق الذي يحذّر من تأثير هذه المواد المخدّرة، فقد فقدت مع الأسف صداها في نفوس ابنائنا الصغَار وشبابنا، فعدا عن أساليبها المكرورة والمعروفة لديهم والتي تُقدّم لهم عَبر منافذ مُملّة لا تجذبهم ولها تأثير وقتي فقط لا يصل للكثيرين منهم .. فإن مقتنياتهم العصريّة « كالبلاك بيري « و بقية الأجهزة المحمولة ، تزوّدهم على مدار اليوم وبشكلٍ مكثف بنكات وحكايا فكاهيّة وقصص كثيرة حول « المحششين « وأخبارهم وحياتهم المسليّة ! فلذلك يجب أن تكون توعيتنا ورفع مستوى الإدراك الصحيح لديهم بخطر هذه المواد، عبر أقصر الطرق وأسرعها في الوصول إليهم، بأساليب وطرائق جديدة يتقبّلونها ويصغون إليها وتبني في نفوسهم موانع صلبة ترتكز على قيم دينية تغذي الوازع الديني، وأخرى أخلاقيّة تُغلق أبواب الفساد المشرّعة التي ترصد ثمرتهم اليافعة، حتى يصلوا لمرحلة ناضجة من الضحك القليل والحزن والتأسي الكثير عند سماع نكتة عن محشش! ضحى أحمد الحرازي - مكة المكرمة