• الحديث هنا عن وطن ومواطن، لا حديث لهو مع من يملك مزايين الإبل الذي يستحيل أن يقبل غير أن تمدح مزايينه، وتتحدث عن جمالها وسحرها، وأي جمال في جمل أو ناقة غير جمال الخلق وعظمته، ما علينا، ولكي لا تكون الحكاية مجاملة على حساب وطن، ويصبح الحديث عن الحقائق مهمة وطنية، ذلك لأن الوطن يحتاج إلى عقول تعي الحاضر، وأسلوب التفكير فيه، لكي تستطيع أن تصنع من أرقام الميزانية فرحًا حقيقيًا للوطن، وتحقق أمل الحكومة التي تبذل بسخاء وهي تتمنى أن تمنح الوطن كل ما يتمناه، لكن أن تذهب الأرقام ولا شيء يأتي بعدها سوى الأسف فهذه هي المشكلة..! وكيف يكون ذلك بدون الروح المبدعة التي تعشق المنجزات..؟! وحين تبحث عن السبب تكتشف أن سوء الاختيار لبعض الأشخاص هو السبب الأول، الذين لا يتقنون شيئًا سوى الحكي والفشخرة، هم بالتأكيد لن يحققوا من تلك الأرقام سوى أسىً لا أكثر. • من يصدق أن تنتهي بعض تلك المليارات إلى لا شيء ملموس، فتسأل أين ذهبت..؟! وكيف تلاشت..؟! دون أن تترك أثرًا على أرض الواقع، فيا لهذه البطون الكبيرة التي لا تشبع، هي أكبر بكثير من بطون الأودية التي اغتالت الناس قبل عام، ونقلتهم إلى عالم الفناء، ورب ضارة نافعة، لكن أن تكون النافعة ضارة فتلك هي المصيبة الأكبر من ذي قبل، لأن ما رأيناه يحدث في مدينة جدة التي غرقت بالأمس وبمجرد مرور أول سحابة ماطرة وفي زمن دقائق كشفت أن التجربة مرت دون أن تترك لنا سوى كلمات أولها حكي وآخرها حكي، وأن المشروعات وميزانيتها هي لا تزال تتجول في أيادي مقاولي الباطن، وان عملية الطرح والاختصار لم تنته بعد، ومن يصدق أن تنتقل عدوى مقاولات الباطن لشركات كبيرة تحمل أسماءً رنانة في عالم المقاولات، ما أتمناه هو أن تنتهي مشروعاتنا قبل فوات الأوان، وهي أمنية تختلف بكثير عن أماني العاشقين في المسلسل التركي “العشق الممنوع” الذي يُقدِّم مهند في هيئة جاذبة، كما يقدم جميلات يستحيل أن تجدهم في تركيا حين تذهب هناك للسياحة.. أجزم أن من أنفق على فكرة هذه المسلسلات يستحق جائزة ليس إلا، لأنه استطاع أن يصرف الناس عن متاعب كثيرة، ويشغل الفتيان بالبنات، والفتيات بمهند، يا له من عظيم في زمننا هذا المثير جدًا. • خاتمة الهمزة.. الأمانة والإخلاص، والولاء والحب، والفقر والجوع والنهب ووووو، كلها كلمات نحن نقدر على تحويلها بمهارة لخدمة مصالحنا، وبجرة قلم نستطيع أن نقلب موازين ونطمس حقائق، فيا لجمال اللغة العربية التي مكنتنا من أن نكذب على أنفسنا، ومن ثم نصدق الكذبة، هي خاتمة مشوشة لمقال لا ينتظر تعليقات أكثر من تعليقات ع و س و ص، هذه خاتمتي ودمتم.