التنمية الوطنية تحتاج من أبناء الوطن المخلصين وقفة صدق مع النفس، حيث الذي يقدر ويتفهم احتياج الوطن لهذه النهضة؛ أناس صدقوا مع خالقهم ومع أنفسهم، فإن تفهمنا الدور الحقيقي للتنمية الوطنية من منظور شرعي إنساني أمين، فهو لا يختصر على فئة دون أخرى، ناهيك عن أن يختصر في دور المرأة ونهمل دور الرجل، فالتنمية الحقيقية هي سد ومعالجة وتوفير (احتياج الوطن)، من خلال سواعد أبنائه وبناته، وهذا الأمر لن يشعر به إلا ابن الوطن نفسه، والذي يشعر باحتياج وطنه وابن وطنه، فالوطن يحتاج لأمور عدة أهمها معالجة وتشخيص قضاياه المعلقة، ومشاكله المتناثرة.. فالبطالة مثلاً.. كيف يكون هناك بطالة في وطن غني؟! وكيف يذهب غنانا هذا بالمليارات لدول أخرى نستقدم منهم عمالاً؟! بينما ابن وابنة الوطن (يتسولون أو يشحذون) الوظيفة ولا يجدونها، وإن وجدت فهي بأجر السعودي في وطن من استقدمناهم للعمل لدينا، بينما أجورهم لدينا عالية جداً، وبشهادة الجميع، الأجنبي لدينا هو الغني، وهو المستثمر بأموالنا في وطننا، وبالطول والعرض!! إذاً فالحد من العمالة الوافدة ضرورة للتنمية الوطنية، والأولوية لهؤلاء الشباب الذين ملئت منهم الدور والشوارع، والعمر يمضي وهم عاطلون دون عمل، وإن لم (نحتويهم) سيمثلون خطراً حقيقياً على المجتمع، فهل الأفضل أن تفتح الدولة مصحات لمعالجة المخدرات والأمراض النفسية، ويشتغل الأمن الداخلي بمشاكلهم التي لا تنتهي والتي تتفاقم مع الوقت، أم الأفضل أن نخطط لهم من الجامعة إلى الوظيفة مباشرة، ولا يسبقه عليها وافد لم يفلح في بلاده، وأن يفتح لهؤلاء من النساء والرجال عدة مصانع لسد حاجة الوطن، ونستغني -وإن نسبياً- عن الاستيراد للصغيرة قبل الكبيرة؟! فنحن نحتاج لأيدٍ وطنية عاملة نوفر من خلالها ثروة الوطن المهدرة، والتي تذهب عبطاًَ منا!! في حين أبناء الوطن في حاجتها، واقتصادنا الوطني أولى بها. أما المرأة في مجتمعنا السعودي فهي ليست قضية ولا مشكلة ممن جعلها كذلك، طالما نحن نعمل ونسير ونطبق الدين الإسلامي بما جاء به، والبيوت بشكل طبيعي تعاني من بعض مشكلات زوجية واقتصادية، فقد خلقنا في كبد، كما أننا لا نزال من سكان الأرض، ولسنا في نعيم الجنة، ولكن القضية فعلاً والتي تحتاج للبحث، حيث وراء الأكمة ما ورائها، تلك المسميات والتصنيفات التي تخرج علينا ما بين وقت وآخر، أو تسمية الأشياء بغير أهدافها المبطنة، ظناً بأن الاسم سوف يموّه أو يغطي على المحتوى..! إن المرأة بطبيعتها هي مشاركة في تنمية الوطن وبالفطرة، هذا للذين لا يعلمون، فالصالحات هن القائمات ببيوت المسلمين، ومن يقدم للوطن (رجاله المخلصون ونساؤه العفيفات الطاهرات)..؟! وهي كذلك أمن الرجل وشريكه وسكنه وسنده بعد الله، وعليها أعباء عظيمة بمساهمتها ومشاركتها في بناء الأمة، وهي الوظيفة الأعظم والأشرف لها على الإطلاق. أما ما يجب مناقشته فهي العراقيل والعقبات التي توضع في طريق المرأة، كالذين يريدون إخراجها ليس للعمل الشريف، بل للاختلاط بالرجل في مجالات العمل بأنواعها، وبأجر شغالة في منزلها، فإن أقيمت مؤتمرات من أجل المرأة واستشهد فيها بحضور النساء العارم، فهذا ليس مقياساً يقوم عليه مستقبل أمة من رجال ونساء، كما أن من أهم متطلباته الإعداد الواضح له، ومن أغلبية فئات وشرائح المجتمع، والمشاركة بتقديم أوراق علمية عملية ودراسات بحثية، من مصادر علمية موثقة، وهنا لا تتغلب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، والرفع من شأنه والمشاركة فعلاً في التنمية..! إن حماية المرأة والعمل على صون عفافها وحيائها من أهم توجهات الدولة -رعاها الله- والجهات الرسمية التي جعلت لعمل المرأة في المملكة العربية السعودية خصوصية تميزها، وتجعل أمنها واستقرارها من الأولويات الأهم والمأخوذ بها؛ في كافة مجالات عملها، وهذا وفق التشريع الإسلامي السمح، الذي يحفظ الأمن والأمان لكل مواطن ومواطنة في الوطن الغالي.. وبالنتيجة يجب أن يُدرك هؤلاء حقيقة الدور المفقود فيما ذهبوا إليه.