ما هو رد الجميل؟ هو أن نقول شكرًا لمَن قدّم لنا المساعدة أو العون، أو عملاً قدّمه شخص لنا مهما كان هذا العمل بسيطًا أو متواضعًا. فحينما يغمرني شخص بحبه وإحسانه وكرمه، فإني أقف حائرًا أمام عينيه؛ لأني كلّما نظرت إليه أجبرني خجلاً وحياءً على صدق الاحترام والتقدير والاعتزاز له، وهذا أقل ما أستطيع أن أقدمه، فرد المعروف والجميل من السمات والصفات الرائعة التي تؤلّف القلوب، وتوثق أواصر المحبة والأُلفة والجمال، ولاسيما إذا كانت من أولئك القلائل الذين لهم مكانة عظيمة في قلبي. فقد علّمنا الإسلام، وأدّبنا على إسداء المعروف إلى أهله، ورد الإحسان والجميل إليه، وهذا العمل من الآداب التي حث ديننا الحنيف على فعلها. قال عليه الصلاة والسلام: (مَن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه).. وهذا يدل على أن النفس البشرية السوية تتصف بحفظ المعروف ورد الإحسان. وهناك لرد المعروف والاحسان طرق كثيرة، فمتى كان قلبك ثمنًا لمن أسدى لك معروفًا فإن لسانك سوف ينطق به، وذلك بالدعاء له في ظهر الغيب، وذكره بالمجالس، وشكره على ما فعل. ومن الأساليب على رد المعروف والإحسان والجميل الاتصال به هاتفيًّا، والسؤال عن أحواله، وعن صحته، أو التواصل معه بالزيارات والمناسبات العامة والخاصة، وتقديم الهدايا، وتمني له الخير، وسعة الرزق، وغير ذلك من الطرق الكثيرة والمتنوعة. فمهما كتبت أو صغت أجمل وأحلى العبارات فلن أوفيه حقّه فيما قدمه لي، فهذه بعض الكلمات البسيطة والمتواضعة لكي أعبّر فيها عن احترامي الشديد، واعتزازي وافتخاري وعرفاني وحبي لهذا الإنسان الكبير، الذي قدّم وأسدى لي المساعدة، وأعانني بماله، ووقته، وجهده في بداية حياتي العلمية والعملية، وهذا المعروف دين يطوّق به عنقي مدى الحياة. ذلك هو الأستاذ الدكتور محمد بن علي بن فراج العقلا مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.. حفظك الله من كل مكروه وشر، ومتّعك بالصحة والعافية، وأدام عزك. عيسى سعيد أحمد - مكة المكرمة