حلم كل شاب أن تكون له فتاته التي يغني لها (يا ليتني قلب في صدرك / وأدخل معك داخل ثيابك).. وهذه بحاجة إلى هيصة، وشنّة، ورنّة، وحفلة زواج. والزواج بحاجة إلى مهر، ومنزل للزوجية. والمهر والمنزل بحاجة إلى وظيفة وعمل يدر على هذا الشاب دخلاً يمنحه حياة كريمة. والعمل بحاجة إلى تدخل من وزارة العمل. ووزارة العمل ستقول لك: هذا ليس من اختصاصنا.. اذهب إلى وزارة الخدمة المدنية. ووزارة الخدمة المدنية ستقول لك: “المالية رافضة تعطينا فلوس.. روحوا للمالية”. وستقول لك وزارة المالية -وبكل صراحة- ما عندنا فلوس! وتتذكّر تكلفة ثلاثة مشاريع فقط وأن قيمتها تكاد أن تصل إلى السبعين مليارًا، وأن هذا المبلغ كفيل بحل البطالة، وإعادة قلب الشاب إلى موقعه الطبيعي! وتقول: يا نااااااس.. يا أهل الحل والعقد.. هذه المشاريع أشياء مهمّة.. ولكنها “كلها على بعضها” ليست أهم من هذا الشاب وتلك الفتاة. هذا الشاب إن لم يذهب لتلك الفتاة سيذهب للتنظيمات المشبوهة. هذا الشاب إن لم يسكن مع فتاته سيلجأ للمسكنات. هذا الشاب ثروة.. وهو المشروع الأهم من كل المشاريع الأخرى.. فالله عليكم.. ادخلوا على الله.. انتبهوا له؛ لأنه مستقبل البلد. متّنوا علاقته مع هذه الأرض بوظيفة، وبيت، وزوجة، وأطفال يخاف عليهم.. لا تصدّقوا الأغاني الوطنية الكاذبة.. فالناس -في كل مكان- لا تموت من أجل أوطان هلامية.. هم يموتون من أجل الدفاع عن بيوتهم، وزوجاتهم، وأطفالهم، ومصالحهم الصغيرة. ولا تنتظروا من هذا الشاب أن يدافع عن “بئر” لم يشرب منها! إلى من يهمّه الأمر: “البطالة” ليست مشكلة صغيرة تنتمي إلى أسرة المشكلات الوطنية، وبالإمكان تأجيلها والتفكير بها في وقت لاحق. البطالة : هي “أم” المشكلات.. و“جدة” كل المصائب. امنحوا هذا الشاب المثلث السحري: وظيفة / بيت / أسرة.. وسيمنحكم كل عمره. ولحظتها سيغني لفتاته.. ولبلاده أيضًا: يا ليتني قلب في صدرك / وأدخل معك داخل ثيابك. * (يا ليتني قلب في صدرك) هي للشاعر فاضل الزهراني.