أستاذي العزيز. علمتني ودربتني بألفاظ وأفعال المحب، بعلم غزير وخلق راق، وآخرون لم تجد كلماتهم سبيلا سهلا الى عقولنا كما فعلت دروسك وجهودك. فضلك علي باق لاراك حبيبا قريبا الى قلبي وعقلي وساميا في الناس. استاذي الكبير. بعد ما قدمته لي ولألوف غيري أفلا اكون مشفقا عليك مما يؤذيك؟ هل أتردد بالذكرى لك -بحجة أنني تلميذك- وهي تنفع المؤمنين أمثالك؟ وكيف أمسكها عمن أراني التواضع واللطف وعلمني قبول الكلمة الطيبة من أي مصدر؟ كلماتك وأعمالك نبعت من القلب لتعالج القلب، فها أنذا ارسل لك كلمات لا تزن شيئا مع فضلك علي لكنها من القلب، أحملها قبلات على جبينك شكرا لحسن قبولك واصغائك واحسانك مع مثلي، كما اعتدت منك قبل عقود. معلمي الجليل. لا أنسى -ولا غيري- ابتسامتك وتعبك وجدك واسلوبك الطيب النادر، ولك اليوم في عملي واعمال غيري أجر مستمر، فطوبى لك. علمك وادبك وفنك واحسانك أعلى من كل منصب وعمل مكتبي لا يسعك. سيدي النزيه الحبيب. الكرسي الاداري لا يرع حقك، يحجبك عن محبيك، يستحوذ على قدراتك ومواهبك، يضع بينك وبين الناس وفي طريقك عقدا وعراقيل، ويخفيها ويزينها باوهام كأنه يغريك به عن نفسك وفنك الأول الناجح الجميل العظيم. نكره يا استاذي ان تقول السنين «كم بنينا من حصاها أربعا وانثنينا فمحونا الأربعا». صرير الكرسي والأبواب يأتي على السنبلات الخضر فاذا المحصول صدمة للآمال. أخاطبك لأنك في قمة الوعي والنور دون آخرين لم ولن يفهموا، وأعمالهم تدعو عليهم، وأخاطبك –نصرك الله- لأنني مشفق عليك وأسالك أن تقبل مني ومن كل محب وذاكر لأفضالك وعلمك ومن صروح طيبة ومن قلوب كثيرة، كلمة واحدة: كفى. د. فارس محمدعمر توفيق – المدينة المنورة