منذ فترة زمنية والشائعات التي تتحول إلى أخبار مؤكدة عبر الصحف في الصفحات الاقتصادية والتي تتناول جوانب وضرورات مؤثرة أصبحت تقود المجتمع وهو مغمض العينين خاضعاً “مستجيباً” لها بردود أفعال فورية من التصديق والتفاعل معها بسرعة البرق. وهي بفعل فاعل جشع ذوي مقدرة وحبكة وصنعة في اختيار التوقيت واقتناص فرص المناسبات والمواسم والفاعليات والمصالح والأغراض والمزايا والمتغيرات. وقد نجحت نجاحا منقطع النظير في عالم التجارة والأسواق والأراضي والعقار وتأجير الشقق والفنادق مستغلين عوامل العرض والطلب للتلاعب بمقدرات المواطنين والكادحين والبسطاء صعوداً بأسعار السلع والخدمات وقائمة الضرورات فأضحت كالدوامة المتلاحقة بلا رقيب ولا حسيب لا تمنح أي فرصة للمواطن أن يتنفس الصعداء من الأعباء. رغم كل احتياطات الدولة المسبقة بتقديم أشكال الدعم للسلع، والتخفيضات الجمركية للعديد منها والاستجابة لمطالب المزارعين والتجار والتعاون معهم، وتجديد إجراءات تنظيم العقارات وأنظمة الاستثمارات. ولكن الجشع دوماً يرفع شعاره المفضل بأن “التجارة شطارة” وأي شطارة فقد تمدد هذا المفهوم إلى أبعاد شيطانية مجنونة بعد تسلل وزحف “الوافدة” كالجراد المنتشر للعمل في هذه المهن الوسطاء والموزعين والمرتزقة والسماسرة في حقل بيع الأراضي والعقارات وتأجيرها وما يحيط بها من مواد خام، أسواق السلع التموينية والمواد الغذائية، وجبات المطاعم، وكل قائمة الضرورات والأقوات التي باتوا يتحكمون ويتلاعبون بها فتحولت إلى سوق رائجة للابتزاز والنزيف الدوري للدخل مهما طرأ عليه من علاوات وزيادات فأصبح وأمسى المواطنون جميعهم في هذا الهم سواء بسواء. وهؤلاء المنتفعون الجدد تبينوا طريقهم السهل إلى تحقيق المصالح والأرباح المضمونة بمجرد فتح “بورصة الأسعار” المتصاعدة وتحميلها على المواطن ومن ثم لا يكلفون التجار وأصحاب العقار أي أعباء وأجور فقد فتحوا سويا كنز علي بابا جراء اصطناع هذه اللعبة الماكرة المربحة بإطلاق الشائعات والتكهنات والإيحاءات لتهتز موازين العرض والطلب باندفاع البعض للاستجابة والإقبال على الأسعار الجديدة وهو المطلوب تفعيله حيث يأتي الآخرون خاضعين مكرهين. هؤلاء المفسدون يسمحون للزمن أن يعود للوراء لقوم مدين وقصتهم مع النبي شعيب صلوات الله عليه الذين ما تركوا فرصة للغش والتلاعب وحصد المكاسب الفاحشة وإبخاس الناس أشياءهم إلا واقترفوها فأشاعوا الفساد وافتقد القوم الأمان المعيشي فأنزل الله بالطامعين أشد العقاب الذي يستحقونه فخسروا أنفسهم وكل ما جمعوه من مكاسب بلا وجه حق يقول المولى عز وجل ((فاخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين)) الأعراف. لذلك فإن المهمة متواصلة الجهود من قبل وزارة التجارة، وجمعية حماية المستهلك، وزارة العمل والمواطنون لمحاصرة كل محاولات الجشع بمزيد من الأنظمة وإقامة مراكز تموينية ثابتة الأسعار المقبولة لذوي الدخل المحدود، تعميم النشرة اليومية بالأسعار للسلع التموينية والإنشائية والعقارية، توطين مهن السمسار، الوسيط، الموزع وعدم السماح.. بجعل المجتمع يقع تحت رحمة الوافدة في أي حقل من الحقول. سلوى محمد موصلي SalwaMosly.jeeran.com