في بحث بعنوان “الهجرة الريفية - الحضرية في بعض مناطق المملكة العربية السعودية وأثرها على التنمية الزراعية” أجراه كل من أ. د. محمد بن سليمان السكران ود. صديق الطيب مني قبل نحو 10 أعوام، حيث أوضحا أن المجتمع السعودي شهد في السنوات الأخيرة نموًا سكانيًا مطردًا بالمدن والمراكز الحضرية الكبيرة على حساب القرى والمدن الصغيرة لتصل نسبة التحضر إلى 74%. ومن ثم تعد الهجرة الريفية - الحضرية أهم أنواع الهجرة الداخلية في المملكة. ونظرًا لأن الهجرة عملية انتقائية من حيث السمات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية للمهاجرين فتعد الهجرة الريفية - الحضرية في المملكة وبمعدلات مرتفعة من أهم معوقات التنمية الريفية بصورة عامة والتنمية الزراعية بصورة خاصة. وتهدف هذه الدراسة إلى تحليل ظاهرة الهجرة الريفية - الحضرية في بعض مناطق المملكة العربية السعودية ومعرفة أثرها على التنمية الزراعية. أجرى البحث في مناطق: الباحة، وجازان، وحائل. وتم اختيار عينة مكونة من 800 أسرة من السكان السعوديين. وأوضحت الدراسة أن المهاجرين من المناطق الريفية، أفضل تعليمًا وأصغر عمرًا من غير المهاجرين بتلك المناطق، الأمر الذي يعني فقدان تلك المناطق لأكثر الكوادر البشرية قدرة على المساهمة في عملية التنمية. كذلك من الآثار السالبة للهجرة الريفية - الحضرية على التنمية الزراعية التي كشفت عنها الدراسة أن نسبةً كبيرة من المهاجرين الذين كانوا يعملون بالزراعة تركوا مزارعهم غير مستغلة أو أصبحوا يمارسون الزراعة كنشاط ثانوي.