تعجز الكلمات عن التعبير، وتختنق المشاعر داخلي حينما أكتب عما أريد فقد رحلت يا أبي ورحلت روحي معك وما بقي إلا جسدي، فقد رحلت عني باكرًا يا ليتك انتظرتني إلى أن نرحل سويًا أو بقيت إلى أن أرحل قبلك، فابتلاؤك بمرض السرطان كان فاجعة، ووفاتك هي المصيبة العظمى في حياتي فقد انهارت قواي وأحسست بشيء ما يخسفني وتهتك جسدي ألمًا عليك، يا قرة عيني توفيت وأنت جلد صبور واجه الحياة بكل صعابها ومتاعبها وانتقلت إلى جوار الرب وأنت في هيبتك ووقارك كما عهدتك في حياتك.. يا من هو أقرب من نفسي إليّ عزيت نفسي فيك قبل أن يعزيني الآخرون وكيف لا أعزي نفسي وأنت نعم الرجل وقبل كل هذا وذاك أبي وأخي وصديقي ورفيق دربي.. أبي: بحنانك ومحبتك وعطائك وخدمتك وتربيتك لي. وأخي: حيث كسرت الحواجز التي بيننا بعطفك وتواضعك. وصديقي: بصداقتك وبشكواي إليك في كل ما يخصني. ورفيق دربي: برفقتك لي وبروحك المرحة حتى وأنت في أصعب مراحل المرض. وقد عودت عيني أن تراك كل مساء قبل نومي، وأن تراك كل صباح حين استيقاظي،، سأفتقدك هذا العام وفي كال عام وأنت لست بجانبي في كل وقت. قد يستغرب..!! من يقرأ هل هذه صفات ملك أم بشر لكن أكتفي بالقول أن هذا....... ((أبي)). أبي رحمك الله لن أوفيك حقك في البكاء حتى وان غلبت دموعي جميع العيون والأنهار والسيول بجريانها وكثرتها لكني لا أملك لك ولنفسي إلا خالص الدعاء فبعد أن يوضع الثرى على الجسد أستبيحك عذرًا يا أغلى البشر فليس بوسعي إلا أن أتمنى لقياك في الجنة.. عبير عبدالإله العصيمي - مكة المكرمة