أعادني المقال الذي كتبته يوم الجمعة 03/12/2010 الماضي بعنوان «انتخابات .. وانتخابات» حول تجربة مواطن كندي عربي الأصل مع الانتخابات الكندية وكيف وجد فيها هذا المواطن متنفسا لممارسة الحرية لمواطن حرم في وطنه الأصلي من أبسط حقوق الإنسان، أعادني إلى تجربة عملية عندما كنت سفيراً للمملكة في كندا حين اعترضت حينها كافة الأحزاب الكندية، وعلى رأسها حزب المحافظين الحاكم على قرار هيئة الانتخابات الكندية السماح للناخبات المسلمات المنقبات بالتصويت دون الكشف عن وجوههن؟! وأعلن رئيس الوزراء ستيفن هاربر عن اعتراضه على قرار الهيئة الانتخابية لأنه «يتعارض مع القرارات السابقة التي اتخذها البرلمان حين أكد مجلس العموم أنه يجب على كافة الناخبات الكشف عن وجوههن من أجل إثبات هوياتهن». ولقد كان رد هيئة الانتخابات الكندية هو أن هيئة الانتخابات الفيدرالية ليس من اختصاصها سن التشريعات بل تطبيق النظم القائمة التي تقضي بأن «ارتداء الحجاب حرية دينية ينبغي احترامها والمحافظة عليها». وأصرت هيئة الانتخابات الكندية على التمسك بهذا النظام داعية الأحزاب الرافضة إلى اللجوء إلى البرلمان الكندي لإصدار قانون يقضي بإلزام المسلمات المنقبات بالكشف عن وجوههن! وقد تساءلت صحيفة «غلوب آند ميل»، وهي من أكبر الصحف الكندية، في افتتاحيتها (11/9/2007)في مقال بعنوان: «لماذا جعلنا من مسألة النقاب قضية؟» وأكدت بأن «هناك مساعي مغرضة من قبل الزعماء السياسيين لتهييج المشاعر على حساب المسلمين..». كما انتقد بعض مسؤولين في مقاطعة كوبيك مهاجمة الحجاب، واعتبرته أمرا شخصيا، ما لم يتعارض مع طبيعة عمل الفرد أو النظام العام. ولعل اصدق ما قيل حول قضية الحجاب هو التعليق الذي قالته لسلي ليفي، وهي يهودية من مونتريال، بأنه «من المستغرب أن تضحي كندا بجنودها في أفغانستان لحماية حرية المسلمين هناك، بينما يتم حرمان المسلمين من حقوقهم في مونتريال». لذا أعيد مجدداً التساؤلات التي سبق طرحها من قبل: • متى تصبح هذه الحقيقة حلُمًا في بلاد العرب والمسلمين؟! • ألا يحق لنا أن نتصرف ونتعامَل كهؤلاء الناس المنتشرين في أصقاع الأرض، والذين لا يختلفون عنّا إلاّ باحترامهم وتقديرهم للإنسان، وتمسُّكهِم بالنظام؟! • ألا يحق لهذا الإسلام العظيم أن يرى رسالته محقَّقة في بلاد العرب والمسلمين كما هي في كندا، مثلاً؟! [email protected]