فتحت هيئة التحقيق والادعاء العام بالمدينةالمنورة يوم أمس تحقيقًا موسعًا مع خاطفة المولود “أنس”، وكذلك مع اثنتين من شقيقاتها واثنين من أشقائها وزوجها، المتهمين بمساعدتها على التخلص من الطفل والتستر عليها مدة اختطافها له. وتم إيقاف المتهمات في سجن النساء بعد أن أنهت شرطة منطقة المدينةالمنورة، ممثلة في مركز شرطة الخالدية والبحث الجنائي إجراءات الضبط الأولية وبحث سوابق المتهمين، حيث قدمت شرطة المنطقة كامل ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام جهة الاختصاص، التي أصدرت أمرًا بإيقاف الخاطفة والمتهمين على ذمة التحقيق، وكانت شرطة المدينة قد قامت بتفتيش منزل الخاطفة ومنزل أسرتها أمس لجمع الأدلة والقرائن ورفع البصمات. والد الخاطفة ل “المدينة” عند زيارته في منزله، بدأ حديثه بدموع الآسى والحزن ونظرات تعبر عما يحمله من حزن، وكان يردد (لاحول ولاقوة إلا بالله)، (لا راد لقضائه). وأخذ يتحدث بألم وحسرة وقال: تحولت حياة ابنتي ذات الخمس والثلاثين إلى مجرمة، وهي في الحقيقة تحمل قلبًا يحلم بطفل، لترضي زوجها الذي رفض فكرت تربيتها لطفل من ذوي الظروف الخاصة بالتبني. وتوقف الأب المكلوم عن الحديث وأخذ يمسح دموعه ليواصل حديثه بقوله: تزوجت وهي ذات الخمسة عشر عاما أمضت مع زوجها قرابة العقدين من الزمن، كان أملها وحلمها طفلًا تحمله على يديها وتضمه لصدرها، وما تركت عيادة للعلاج إلا وزارتها ولا بابًا إلا وطرقته، حيث كانت لديها مشكلة بعد حملها وهي سقوط أجنتها، وبدأت مطلع هذا العام بشاير الخير عندما تجاوزت مرحلة الاسقاط، وتدخل إلى المستشفى لتخرج لنا بطفل جميل، فرحنا لمقدمه خاصة أنه بعد أعوام طوال، فرح الأقارب والجيران وأقمنا حفلا ابتهاجا بمقدمه حتى فرش منزلنا غيرناه، وما هي إلا يومين لتبدد أحلام تلك الاسرة، ويتحول فرحهم لحزن وخوف، بعد أن اكتشفت إحدى شقيقاتها صورة الطفل التي فرح الجميع بمقدمه يحتل صفحات الجرائد، ليتحول الفرح الى حزن، وليبدأ التخطيط لإيصال الطفل إلى أسرته الحقيقية. ووصف والد الخاطفة القصة المأسوية بالمصيبة، التي حلت بأسرته، ولا يعلم كيف يكشف الأمر لأقاربه المتوقع وصولهم من خارج المدينة يوم الخميس القادم، بعد أن علموا بمولدها، لزم ابناؤه المنزل هربًا من كلام الجيران وخشية معرفتهم بالكارثة التي حلت بهم. “المدينة” حاولت الالتقاء بأم الخاطفة للتحدث إليها لكن كانت حسب ما وصفها أكبر أبنائها بأنها في حالة نفسية سيئة، والتزمت سجادتها للدعاء لابنتها أن يفرج كربتها، وحرمت نفسها حتى من الأكل والشراب، والتجأت لربها تلهج بالدعاء. وناشد شقيق الخاطفة المسؤولين والمجتمع بأكمله بألا ينظروا لشقيقته على أنها مجرمة، بل كانت تحت وطأة الحالة النفسية، التي تمر بها جراء عدم إنجابها لمدة ثمانية عشر عاما، مؤكدا انه وكامل أسرته لا يقرون العمل الذي قامت به شقيقته ولا يقبلونه إطلاقا.