الجامعات هي مؤسسات تعليمية كبرى، ويُناط بها من الأدوار والمهام الشيء الكبير، والشأن الخطير. ويذكر لنا التاريخ -وفي حقب شهيرة من تاريخ الأمم- أن دور العلم ومنها الجامعات، كان لها كبير الأثر في توجيه المجتمع وقيادته فكريًّا وأخلاقيًّا لمحاسن الأمور، وكريم السجايا، وإذا كثر الغبش وتخلخلت الموازين وتبدلت المفاهيم، فإلى مَن يلجأ المجتمع بعد الله؛ إن لم يكن له في دور العلم ومؤسساته خير معين وموجّه..؟! ولم ينتشر الإسلام -أو قل لم يترسَّخ- في عددٍ من بلاد الفتح الإسلامي إلاّ بعد أن هدى اللهُ، ووفق القادةَ الفاتحين لإنشاء دور علم، كان بعضها نواةً لجامعات هي الآن من أشهر جامعات العالم، وأقدمها كجامعة القرويين. لذلك فإن الدور الفكري والتوجيهي للجامعات هو دورٌ قياديٌّ، وليس هامشيًّا، وهو خيارٌ بل واجبٌ إستراتيجي وليس استثنائيًّا! ومن هنا فقد كانت قيادتنا حكيمة بعيدة النظر؛ عندما توسعت في السنوات الأخيرة في إنشاء الجامعات، لتشمل أكبر قدرٍ من مساحة هذا الوطن الكبير. ولكن: المؤمل والمطلوب أن تقوم هذه الجامعات بواجبها الكبير، وأن تقترب من المجتمع وهمومه ومتطلباته قدر الإمكان، فهي بما تمتلك من قدرات علمية عالية التأهيل، ومراكز بحثية مدعومة، مؤهلة للقيام بمهام أكبر. ومن هنا فإني أشيد -كما أشاد غيري- بتلك الجامعة المتجددة العريقة (الجامعة الإسلامية)، التي كساها معالي أستاذنا وصديقنا الحبيب أ.د. محمد العقلا بتوفيق الله له ودعم ولاة الأمر، كساها ثوبًا جديدًا قشيبًا، مُزينًا بروح التجديد، ومطرَّزًا بهموم المرحلة والوطن! فلا يكاد يخلو شهر من نشاط أو مؤتمر أو ندوة، وعلى مستوى عالٍ من التنظيم والتخطيط، ووضوح الرؤية والهدف. إن لجميع جامعاتنا -وفقها الله وفي كلٍ خير- أسوة حسنة في الجامعة الإسلامية! ولكني أرجو أن تنال توصيات هذه المؤتمرات ونتائجها حظها من العمل والتطبيق، وأن لا يغيب هذا الجهد الكبير مع توالي الأيام والمناشط! وأقترح على معاليه الكريم تشكيل لجنة لمتابعة هذا الأمر. ودعائي لمنسوبي الجامعة بكل توفيق. [email protected]