بالمعروف السائد هو اسم سوق السمك أو يكتب “سوء السمك” أما الاسم من ناحية الواقع فهو انعكاس لحجم العمالة البنغالية المسيطرة. أبناء البلد “الحواتين” اختفوا تمامًا ولم يبق منهم إلا أشخاص قلائل وآساكو الريّس “فرج” حتى الأسماك المعروضة ليست أصلية “مستوردة” وكأن جدة والبحر المحيط بها شمالاً وجنوباً قد أفلس. إن كنت تبحث عن سمك خارج من صيد اليوم نفسه فعليك البحث بمجهر ومكبّر لتجد النوع الطيب سواء الناجل أو الشريفي أو النجار أو السيجان. وحتى السيجان أصبح “مزوّر” إذ يقومون بتغيير لونه وذلك بكشطه بالسكين وبرضو “مضروب”. النظافة دون المستوى المطلوب بمراحل ورائحة البنقلة تفوح من الشارع وهذا بسبب الأسماك الفاسدة. البلدية عندما تعاقب صاحب إحدى البسطات تقوم بإتلاف السمك تحت الشمس؟ ليكون عبره لغيره وليؤكد مدى التطور الهائل في فن الإتلاف! أسواق السمك في بعض الدول تكون متنفسًا سياحيًا وأنا شخصيًا عندما أزور أي بلد أبحث أولاً عن سوق السمك. فترى المطاعم الصغيرة وترى النظافة العامة والتنسيق والممرات الجميلة وكأن السمك ألواح فنية تستمتع بالنظر إليها. البنقلة تحتاج إلى نقلة نوعية على طراز فريد يحمل تاريخ جدة ويعكس ماضيها الجميل كما تحتاج إلى وجود أبناء جدة كأصحاب محلات أو بائعين وأن يكونوا متواجدين بأصواتهم وأرواحهم ولكن متى؟ والله المستعان،،،،.