مع تباشير فجر أمس الاول في المدينةالمنورة امتزجت تسابيح المساجد و زقزقات العصافير بأغاريد الفرح التي الهبت الحناجرو ملأت القلوب ابتهاجا بعودة الرضيع المخطوف (انس) إلى أحضان أمه الدافئة بعد ثلاثة أيام من الغياب المر .. وتحولت أروقت مستشفى الولادة والأطفال لحظة وصول "انس " إلي ساحات من الفرح ارتسمت علي محيا الوجوه التي كانت تركض بنظراتها متلهفة لتحتضن " انس" وتسبق الأيادي التي أسرعت لتتلقفه من والده . في مشهد غلبت فيه الدموع الموقف . ولكنها دموع الفرح هذه المرة. و الشكر والثناء لله رب العالمين الذي منّ علىأسرته بعودته سالما معافا "المدينة " تواجدت لحظة تلقي الخبر السعيد الساعة 9.30 مساء وشاركت الأسر فرحة العودة حتى أذان الفجر في الجناح الخاص الذي نقلت إليه أم انس في الدور الرابع في المستشفى وصورت وسجلت لحظات الفرح لحظة بلحظة. من عناق حار للأقرباء والقريبات ومن فرحة الممرضات اللاتي تركن مواقعهن في جميع الأقسام على صوت الزغاريد ليقفن في صفوف المهنئات مع المريضات المنومات اللاتي آلين إلا أن يهزمن الألم في مثل هذه اللحظات ليباركن لأم انس فرحتها بعودة فلذة كبدها فكما أن حضور انس أَنِسَ به الجميع كانت ليلة أُنس إلا أن الوصف والصورة كانا عليها قليل . المشهد الأول والأكثر قوة وتأثرا لحظة لقاء أم انس بابنها حين دفعه والده بين يديها وهو متأكد أن الله استجاب لدعائها وان إحساسها بعودة انس لم يخطئ . وسرعان ما احتضنته وهي تغالب هذيان اللحظة كأنها أفاقت من حلم . وكلما قبلته وتفحصت أصابعه الصغيرة و ملامحه الحاضرة في قلبها و ذاكرتها عادت لتصدق أنها يقظة وان انس بين يديها حقيقة بعد أن كان حلم تتمناه .فتحضنه وتشمه ودموعها تبلل وجهه الصغير الباكي . ومن حولها الجميع يراقب الموقف وقد ساد الصمت إلا من مشاعر الفرح التي اختلطت بالدموع (المدينة) قطعت سكون المكان وسجلت كلمات أم انس التي قالت انا سعيدة جدا واحمد الله واشكر فضلة لعودة ابني الى حضني من جديد ، وأضافت :" أني لست غاضبة من الخاطفة ففي هذه اللحظة أنا متأكدة أن الخاطفة لديها قلب أم وأظن إنها كانت تبحث عن الضنا والذرية ولكنها استسلمت للشيطان بعد أن يئست من رحمة الله. بسرقة أطفال الآخرين , وندائي لها بإعادة ابني انس بعد أن احتضنته بين يديها ثلاثة أيام وأعادته وهو في صحة جيدة وعليه علامات الاهتمام. أكد لي أنها أم تبحث عن طفل . وان كان كذلك ادعوا أن يسامحها الله ويرزقها الذرية الصالحة.ولكن احذرها وغيرها ممن تسول له نفسه الإقدام على اختطاف الرضع والاطفال بالتراجع فهذه جريمة لا يغفرها الله مهما كانت النوايا وفي مشهد آخر كان عبد الرحمن ورغد أشقاء انس يمسكان بيده ويقبلانه والنوم يغالبهما ولكنهما لم يبرحا سريره فرحين به رغم امتلاء الغرفة بالمهنئات جدة انس فرحت بلقائه وعرفت انه حفيدها العائد بعلامات أول ما رئتها يوم ولدته أمه وهو انتفاخ بالصرة وارتخاء بأحد عينيه وانفه الذي يشبه أنفا عبد الرحمن ورغد بدوره "جد " انس طلب إفساح الطريق ليهنئ أمه وهو متكئا على عكازه ليحضن أم انس ويبارك لها وعيناه تقطران دمعا لم يفارقها قبل وبعد عودة الرضيع وأحفاده يلتفون من حوله يلتقطون صورة مع انس . ووالد انس الذي أسرع الخطى نحوي حين طلبت لقاءه ليقدم خالص الحمد والشكر لله ثم من بعد لصاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبد العزيز بن ماجد على تواصله واتصاله مهنئاً بعودة انس بإحساس الأب وليس الأمير وكذلك مثابرة الجهات الأمنية وعلى رأسهم الإعلاميين والإعلاميات الذين نقلو صورة الحدث بأمانه وكان لهم الدور الكبير في عودة ابنه بمناشدة الخاطفة التي صغت وأعادت انس طيبا معافى .وقال مهما وصفت لن استطيع أن اصف لكم شعوري الآن وعن الخاطفة قال أنا وجميع أفراد قبيلة مزينة متنازلين عن حقنا الخاص ولو رأيت الخاطفة لقبلت رأسها عرفاناً لإعادتها ابني أنس سالما دون أن تتعنت وتبقيه عندها مدى الحياة . الورود أنهالت على أم انس وكتضت الغربة بها وكانت الباقة الأكبر من مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء عوض السرحاني الذي تواجد لحضة الحدث وبقي مع والد انس وأقربائه يؤدي دوره الأمني والأبوي في آن واحد إلي وقت متأخر من الليل هذه المشاهد التي صورتها " المدينة" في قلب الحدث ، وبقي الدور الأخير الذي يحتاج إلى تصوير واقعي يتسم بالمرونة والجدية والحزم وهو مراجعة الأخطاء المتكررة ومعالجة مسببات تكرارها .ليس في قطاع الصحة وحسب بل في جميع قطاعاتنا الخدمية في المدينةالمنورة وبقية المناطق حتى لا نصحو كل يوم على فاجعة وجريمة تتكرر ثم نضرب أخماس في أسداس وكل يرمي المسؤولية على الغير. --------------------------- العثور على مولودة بجوار جامع منتزه الشكران ببلجرشي هرع رجال الأمن بشرطة محافظة بلجرشي ومعهم الهلال الأحمر عقب تلقيهم بلاغا عن بوجود مولود صغير داخل لفافة تم وضعه بجوار جامع منتزه الشكران ليتضح لهم أنها رضيعة في أيامها الأولى تم لفها ببطانية صغيره ووضعها بجوار المسجد ومعها رضاعه حليب وجرى إجراء الاسعافات الاولية لها وفحصها طبياً للتأكد من صحتها كما قام رجال الأمن بإكمال الإجراءات الأمنية المتبعة في مثل هذه الحالات وجرى نقلها على الفور وتسليمها إلى مستشفى الولادة والأطفال ببلجرشي. أوضح ذلك الرائد سعيد احمد حاسن الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الباحة.