عام مضى بكل أفراحه وأتراحه وأقبل عام هجري جديد نسأل الله فيه التوفيق والسداد وأن يجعله عام خير وبركة وأن يشمل فيه الجميع بالصحة والعافية. وحريّ بنا – في مثل هذه المناسبة - أن نرجع للوراء قليلا لنتذكر أهم الإنجازات التي تحققت خلال العام المنصرم 1431ه، وما تم إنجازه من مشاريع تخدم الوطن والمواطن، وتبقى ذكراها خالدة لفترات طويلة على الأقل في محيط مدينتنا الحالمة عروس البحر الأحمر. إن إنجازات الدول تقاس بما تقدمه لشعوبها من خدمات أساسية تعين المواطن والمقيم على التمتع بحياة هانئة مستقرة على مدى الأيام، ولعلنا نوجز بعضا من هذه الإنجازات الرائعة التي تمت خلال العام المنصرم 1431ه ومن أهمها: -نجاح خطة حج عام 1431ه وبكل المقاييس وذلك بفضل من الله وتوفيقه ثم بجهود الرجال المخلصين العاملين في مختلف شؤون الحج من وزارات ومؤسسات وهيئات مختلفة - ولا يخلو العمل البشري من النقص وبعض أوجه القصور، وكما يقولون: الكمال لله وحده، خاصة عندما يكون التعامل مع ملايين من الأنفس وأعداد مهولة من البشر تفوق التوقعات وتتجاوز الخطط المرسومة لها، ولكن بفضل من الله تم تجاوز ذلك النقص بمضاعفة الجهود وبذل المزيد من العمل المضني الدؤوب في خدمة ضيوف الرحمن حتى خرج الحج في أجمل صورة يتمناها الإنسان. -الإنجاز الرائع الآخر الذي تحقق في العام 1431ه، هو تفوق رجال الأمن السعودي في القضاء على مجموعة كبيرة من الخلايا الإرهابية، وتفوق القطاعات الأمنية في رصد بؤر الإرهاب والسيطرة عليها وإلقاء القبض على عناصرها وفئاتها المختلفة، والتي كانت تضمر شرا لهذه البلاد وأهلها الآمنين.. لقد أثبت رجال الأمن في بلادنا كفاءة عالية في إجهاض المخططات الإرهابية وتوجيه ضربات استباقية لكل من تسول له نفسه إلحاق الضرر بسكان هذه البلاد، أو ترويعهم، أو الإخلال بأمنهم المكتسب من قول الله تعالى عزّ وجلّ: « أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، رجال أمننا أثبتوا بأنهم رجال على قدر كبير من المسؤولية المناطة بهم، وأنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فهم يسهرون من أجل راحتنا، ويضحون بأرواحهم وأنفسهم من أجل الحفاظ على سلامة وأمن هذا الوطن والمقيمين فيه، فتحية إكبار وإجلال لكل رجل أمن وكل مواطن غيور على أمن وسلامة بلاده من مغبّات الفتن وكيد الخائنين. -ومن النجاحات التي تحققت هذا العام، تجفيف بحيرة الصرف الصحي شرق مدينة جدة، والقضاء عليها نهائيا، ونأمل ألا تعود مرة أخرى بعد نجاح تجفيفها، وتوفير الأمن والطمأنينة لسكان شرق الخط السريع، ولهم الحق الآن في أن ينعموا بنوم هانئ بعد أن زال شبح وكابوس الغرق بالمياه الآسنة المتراكمة خلف بيوتهم وعلى بعد مسافي قريب جدا من أحيائهم، والحمد لله أنهم قد تخلصوا من الروائح الكريهة المنبعثة من تلك البحيرة، ومن تجوال سيارات النقل الصفراء (الوايتات) التي كانت تجوب شوارعهم صباح مساء وما تحمله من روائح نتنة تزكم الأنوف، كما أراحهم الله من لدغات البعوض التي أقضّت مضاجعهم وأسهرت عيونهم من تلك اللسعات المصحوبة بالأمراض. هذه بعض من الإنجازات لذلك العام المنصرم، ونحن نطمح في المزيد ونريد حلولا عاجلة تسجل لهذا العام الهجري الجديد بإذن الله مثل: إنهاء مشكلة مياه الصرف الصحي، وتصريف مياه الأمطار والسيول، التي أزعجت سكان مدينة جدة وزوارها، الانتهاء من أعمال الحفر والكباري والأنفاق، وتسوية الشوارع والطرقات وتعديلها وصيانتها وتوسعة مساراتها، البدء في توسعة مطار الملك عبد العزيز وإراحة المواطنين والزائرين والحجاج من معاناة الانتظار لمدد طويلة أرهقت كل من يرتاد ذلك المطار الدولي، إنهاء المشاريع التي مضى عليها عشرات السنين ولم تنتهِ بعد، والتي ضاعفت من معاناة الناس، وزادت من مشقة التنقل بين أجزاء هذه المدينة المتباعدة الأطراف. [email protected]