قال سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود إن النشاط الرياضي يشغل حيزًا كبيرًا من مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم الذي سينطلق في الأشهر المقبلة حيث يتم حاليا تجميع الاستراتيجيات المختلفة للمشروع في رؤية واحدة تكون المشروع ويقوم العمل على أساسها، وأضاف في حوار خاص مع «المدينة» أن مشروع صندوق دعم الفروسية السعودية هو نواة لمشاريع مماثلة لدعم وتطوير الرياضة السعودية التي يجب أن تقلل من الاعتماد على الإدارة الحكومية لها، مشيرًا إلى أن ما تحقق للفروسية السعودية في أمريكا والصين فاق التوقعات في الخطط المرسومة لذلك. البناء الصحيح ** نبارك لكم ما تحقق للفروسية السعودية في بطولة العالم في كنتاكي، وغوانزو، فهل حققتم المراد بهذه الإنجازات؟ = هذه النتائج تؤكد حقيقة واحدة ان ما بني على صحيح فهو صحيح والحمد والشكر لله اولا ثم لمن كان له الفضل فيما نحن وسنكون عليه في المستقبل الفارس الاول سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعم الاول لهذه الرياضة ، ثم الشكر لفرساننا الابطال الذين برهنوا على انهم اهل للتحدي، واهل للثقة لأنهم حققوا ما هو أبعد من التوقعات والاهداف التي رسمت عند إنشاء الصندوق الذي لم يُنشأ من فراغ بل من تساؤلات كثيرة بعد أولمبياد بكين كيف نبني رياضة سعودية وننافس في الدورات الاولمبية والبطولات العالمية وكانت اجابتنا للمليك المفدى ان هناك ثلاث دوائر تؤدي الى هذا الهدف وهي: الاولى: تعتمد على وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي وهذه يبغى لها جيل كامل حتى يحدث التحول. الثانية: وهي رعاية الشباب وهذه تحتاج بين سبع الى عشر سنوات . الثالثة: هي الفروسية التي كنا نعرف حقيقتها ومتطلباتها وكنا أمينين جدا في الحديث مع الملك عنها ، وقلنا إن الاتحاد السعودي للفروسية هو الأساس فهو الذي يعمل وهو الذي يخطط ولكي ينجح العمل لابد من التركيز للوصول للهدف، وهذا القول هو نتاج تجربة دامت ثماني سنوات مع اتحاد الفروسية ورعاية الشباب ووزارة المالية حيث كانت هناك تباينات بين رعاية الشباب والمالية دفع اتحاد الفروسية ثمنها ، وانا هنا لا ألوم هذا الطرف ولا ذاك ، فلكل واحد منهم وجهة نظر علينا ان نحترمها ، ومن رحم هذه المعاناة تولدت فكرة الصندوق ، وهو ليس اختراعا سعوديا وانما مستقى من التجربة الامريكية فهناك الاتحاد القائم على اللعبة يعد البرامج والخطط لبناء اللعبة والاهتمام ببناء قاعدتها، وهناك فريق الولاياتالمتحدة ( يو اس تيم ) وهذا يقوم على رعاية النخبة لتمثيل البلد الذي يرشحهم الاتحاد وعددهم وفق العرف الرياضي 4 فرسان يمثلون المنتخب يضاف لهم اثنان كفارسين احتياطيين ، وسنقوم برعاية اثنين اخرين من الفرسان الشباب كنوع من التشجيع حيث سيقوم البرنامج بتقييمهما ومن ثم يبدأ برنامج الاعداد ، وهذا ما تم عمله حتى الان وسيتم في المرحلة المقبلة وفق الدراسات التي قدمت للمقام السامي والتي في ضوئها انشئ الصندوق، الفرق ما بيننا وبين امريكا ان الدعم الذي يقدمه الاشخاص والشركات للفريق في امريكا يمنحهم اعفاءات من الضرائب، ونحن لا توجد لدينا ضرائب حتى يتم الاعفاء فطلبنا من الدولة اعطاءنا مبلغا نبدأ به المشوار ثم بعد ذلك نقيم شراكة مع القطاع الخاص لرعاية الفريق. الإنجازات صعبت المهمة ** قلتم إن ما تحقق يفوق التوقعات، ما انعكاس ذلك على خطة العمل؟ = رغم فرحتنا بما تحقق الا ان الشباب صعبوا علينا المهمة كثيرا لاننا تجاوزنا كثيرا من الخطى التي كانت متوقعة ، وهذا تم بفضل الله ثم بالعمل الاداري الجيد الذي قامت به ادارة الصندوق ممثلة في سمو الامير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز وجهد الفرسان رغم انني كنت معارضا لشراء حصان خالد العيد لانه يفوق السعر الذي كنا حددناه للشراء بكثير لكننا عدنا الى الواقع وادركنا ان الامور تغيرت كثيرا عن الزمن الذي قمنا فيه بالدراسة وتحديد الاسعار حيث كان فيه ركود اقتصادي في العالم والان تغيرت الظروف، فقمنا بشراء الخيل ولاسيما حصان خالد الذي هو الاغلى لان خالد هو محور اداء المنتخب في الواقع ، ومن هنا نجد ان الشباب صعبوا علينا المهمة من جهة وسهلوا علينا من جهة ثانية وهو تسويق الفروسية كمفهوم عالمي ومنتج استثماري جيد. ** خطة التسويق كم ستأخذ منكم من الوقت إذا علمنا أن المدة النظامية للصندوق هي ثلاث سنوات ومضى منها سنة؟ = أنا لا أنظر إلى الزمن فقد لا يستغرق الامر اكثر من خمس ثوان متى ما توفر الشريك، لكنني أنظر لها من زاوية استمرارية النجاح لأن الفروسية اكثر من انها منتج نسوقه للاخرين فهي رسالة امة، وارث لهذا الوطن خضنا معها تجربة في امريكا من خلال معرض هبة من الصحراء فكانت النتائج اكثر من رائعة شجعتنا على مواصلة السير بقوة في برنامج اعداد المنتخب لاولمبياد لندن 2012 التي ستكون المنطلق لمرحلة التسويق الحقيقية عندما يرى رجال الاعمال حقيقة هذه الرياضة والنتائج المتحققة من وراء مشاركاتها الدولية لذلك لسنا مستعجلين على التسويق فقد رصدنا 70 بالمائة من الميزانية لتطوير الفرسان وشراء الخيل و30 بالمائة للشق الثقافي والتسويقي ، ومع هذا نحن لم نتفاوض ، ولم نتصل بأي شركة كانت لأن الوقت لا يزال مبكرا على تقديم منتجنا هذا للقطاع الخاص، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الشركات ورجال الاعمال مقتنعون بما تحقق فالمنتخب السعودي حقق في الصين العلامة الكامل مثلما قال الامير نواف بن فيصل ، كفريق حصل على الذهبية ، وفي الفردي حصلنا على الذهبية والبرونزية لانه ليس مسموحا لاي بلد ان تأخذ اكثر من ميداليتين في المسابقة اذا شارك فرسانها بأكثر من اثنين ، وفي كنتاكي في بطولة العالم حققنا الميدالية الفضية، وجاء الفريق ثامنا في الترتيب العام ومن بعده منتخبات عريقة مثل امريكا ، ايطاليا ، اسبانيا والارجنتين وغيرها وكان الهدف ان نكون بين افضل عشرة منتخبات في العالم عام 2012 وحققنا ذلك عام 2010، والامل ان تكون لدينا رياضة سعودية مبنية على اسس قوية ، وفيما يخص الفروسية ان تكون الفرصة متاحة لابناء الوطن من الجنسين لممارسة هوياتهم بيسر وسهولة وفي اماكن منظمة ، وما تركيزنا حاليا على المنتخب إلا للتأكيد على ان الانسان السعودي قادر على العطاء والابداع في كل محفل ، متى ما وجهته الوجهة الصحيحة ، واعطيته الوسيلة الصحيحة ايضا ، الفارس تعطيه الحصان الجيد ، والطيار الطيارة الحديثة ، والعسكري البندقية المتطورة. الشركاء نوعان في العطاء ** ولكن سمو الأمير هل شركاؤك في مجلس أمناء الصندوق وأغلبهم من رجال الأعمال يشاركونك هذا الإحساس ولن أقول الشغف بالخيل ورياضاتها ؟ = الحقيقة لقد اختيروا ليعملوا ويساهموا ويشاركوا في رفع سمعة هذه البلاد، وبصراحة أكثر لا يوجد إلا أربعة أو خمسة أشخاص من ال 11 عضوا في المجلس ، وجزء من البقية لا يوجد لديهم الاهتمام بالأمر، في المقابل هناك أشخاص سجلوا تحولا كبيرا في العمل من أجل هذه الرياضة ومنهم الأمير تركي بن عبدالله رئيس مجلس ادارة الصندوق الذي زاد ولعه بالخيل، وهناك زملاؤه في فريق العمل محيي الدين كامل وسامي الدهامي وزياد عبدالجواد ولاسميا هذا الثنائي الذي يعمل كثيرا من أجل هذه الرياضة التي هي كما اسلفت رسالة أمة، والأمل في المجموعة الاخرى من أعضاء مجلس الأمناء أن يقدرون أولا ثقة خادم الحرمين الشريفين فيهم واختيارهم لهذه المهمة ، وأن يساهموا في خدمة الوطن وسيكون هذا محور نقاشنا في اجتماعنا المقبل لمجلس الامناء ، فهم من خيرة الناس في مجالات اعمالهم. تكريم وتواصل ** هل توجد لديكم فكرة لمحاورة رجال الأعمال في أماكن تجمعهم ( الغرف التجارية) بحيث يكون الحوار أوسع وأشمل؟ = هناك لجنة مختصة بهذا الموضوع واعتقد أنهم يحضّرون لعمل كبير يتم فيه تكريم وتشجيع الفرسان ومنه سيبدأ الحوار مع القطاع الخاص لأن لدينا منتج جيد فريق حقق العلامة الكاملة في الصين وتجاوز كل التوقعات في امريكا ، وسيكون هناك عمل إعلامي مركز للمرحلة المقبلة لتوسيع قاعدة الاهتمام بالفروسية. الاستراتيجية الرياضية ** أشرتم في حديثكم إلى الاستراتيجية العامة للعناية بالشباب خصوصًا والنشء عمومًا رياضيًا ودور وزارة التريبة في هذا الجانب، فمتى سيتحرك قطار المشروع؟ = قد تكون القاطرة مهمة لكن الأهم منها أن تصنع لها طريقا تسير عليه وبعد ذلك ليس مهما ان تكون القاطرة للركاب أم للبضائع ، والزمن هنا عامل مهم لذلك يجب علينا اولا أن نستثمر عدة عوامل متوفرة لنا لبناء الإنسان السعودي البناء الصحيح بوجود القيادة الرشيدة التي تمد يدها لكل عمل من شأنه خدمة المواطن، والإمكانات المتوفرة لنا، والأمن والاستقرار اللذين ننعم بهما، ولذلك نحن نعمل للمستقبل دون أن ترتبط الأعمال بوجود الأشخاص فاليوم فيصل موجود وغدًا سيأتي آخر ليؤدي الرسالة، والواقع أننا عندما تسلمنا الوزارة لم نجد استراتيجية للعمل في هذا الجانب، وإنما كانت هناك محاولات للعمل، فقمنا بإحضار أشخاص متخصصين في المجال لمراقبة الدورة المدرسية في مكةالمكرمه والدورة العربية في لبنان ، ومنهما بدأنا في تجميع الأفكار لوضع استراتيجية لإعداد طريق القطار بتشكيل اللجان وإقامة ورش العمل والاستعانة بشركات متخصصة منذ عدة اشهر وهناك عرض خلال الشهر الحالي في ضوئه ستتم بناء الاستراتيجية التي تتعلق بالمباني، السلوك، الغذاء، الإدارة، وكيف نبني علاقتنا مع جهتين مهمتين هما الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة التعليم العالي وقبل ذلك مع المجتمع ، وبصراحة كل هذا العمل لن يرضيني ولن أرتاح حتى أرى المشروع على أرض الواقع فالتنظير لا يبني الأمم، وخلال الأشهر المقبلة ستبدأ الشركة عملها مع الوزارة، والمؤسسات الأخرى في بناء هذه الاستراتيجية والتي ستطبق بحذافيرها في إعداد أبنائنا وبناتنا الذين سيكونون نواة جيل رياضي يقوم على مفهوم العقل السليم في الجسم السليم. المشروع الحلم لبناء الإنسان ** هل هذه الاستراتيجية تندرج ضمن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم؟ = مشروع الملك عبدالله مشروع متكامل يشمل كل ما يتعلق بالتعليم من مناهج، وادارة، وطلاب، ومبانٍ وفق محاور 4 هي : المناهج و التدريب و النشاط اللاصفي و البنى التحتية والتقنية. ويتفرع من كل واحد من المحاور أشياء كثيرة تصب كلها في أن يكون التعليم لدينا مواكب للتطورات العلمية، وسينفذ من خلال شركة متخصصة بدأت عملها في وضع الاستراتيجيات منذ أن أتينا إلى الوزارة، فللشركة استراتيجيتها الخاصة بها ، وهناك استراتيجية لعلاقة الوزارة مع القطاع الخاص ، ولدينا استراتيجية تطوير النشاط اللاصفي او الرياضي بالمفهوم العام بحيث يكون عام 1444 هو عام الاكتمال في كل ما خُطط له من تطوير حيث ستجتمع كلها في رؤية واضحة لتطوير التعليم على أساس القيمة المضافة والتنمية المستدامة. ضيق الوقت ** ما أبرز العقبات التي تواجهكم في المرحلة وأنتم تضعون أسس هذه النقلة الشاملة في المسيرة التعليمية؟ = المشكلة هي الزمن بحيث لا يوجد في الأسبوع إلا 24 ساعة والأسبوع ما فيه إلا أربعة أيام وإلا فكل شيء متوفر لإنجاز هذا العمل واستغلال الفرصة التاريخية، وأهم شيء هو الإنسان، وهو إنسان قادر على العطاء والذهاب إلى أبعد ما يمكن أن يفعله شخص في العمل من واقع تجارب استثمارية معهم حققت من النجاح أكثر مما كان متوقعا، المهم أن يعطى الفرصة، والوسيلة لكي يعمل وينتج. ** واقعنا الرياضي هل هو مرضٍ أو مقنع؟ = بكل صراحة ووضوح الجود من الموجود ولكي يحدث التطوير علينا أن نقلل من عملنا في الاعتماد على الحكومة التي يجب أن يتغير دورها، بحيث تكون هناك شراكة كاملة مع الآخرين، ولدي إيمان كامل بأنه يجب علينا أن نعمل لبناء التجمع المعرفي كما بنينا التجمع الصناعي في الجبيل وينبع، وأن يكون شغلنا الشاغل للمستقبل هو بناء صناعة معرفية يكون جزء منها في العقول لاسيما وأن عالم المعرفة عالم مفتوح وهذا يتطلب منا الدخول إلى العلبه والتوقف عن التفكير خارجها لأن العالم يتغير بسرعة وإذا لم نواكبه في سيره فسنجد أنفسنا في غير الطريق أو خارج ميدان السباق، وستنعكس استراتيجية تطوير التعليم على النشاط الرياضي لأنها ستضع الأساس في هذا الإنسان في كل شيء وبالتالي سيستمر في تفكيره الإيجابي، والمهم هنا أن تقوم الجهات الأخرى بدورها في تنفيذ الاستراتيجية لكي نلتقي معًا عند نقطة واحدة في الطريق ثم نسير سويًا.