حذر المستشار النفسي والاجتماعي الدكتور خالد بن صالح الصغير كلًا من الشباب والفتيات وخاصةً ممن يدعي منهم رغبته بالزواج من الطرف الآخر بحجة أنه أعجب بها من أول نظرة أو أول كلمة وما ينتشر بالمنتديات والشات والغرف الصوتية والتي بدورها سهلت الالتقاء بين الطرفين مما يجعلنا نطالب بهيئة إلكترونية كالتي أثبتت وجودها على أرض الواقع، وبأن هذا النوع من الحب لو جمع الحبيبين على حد زعمهما إنما هو مجرد حبر على ورق ومهدد بالسقوط والتعري، فهو على حافة الانهيار من أول خلاف يقع بينهما! والسبب الرئيس في ذلك هو أن الحب الحقيقي لا يأتي إلا بعد الزواج وذلك لما يحصل فيه من عمق وبعد في فهم نفسية الطرف الآخر بشكل أكبر وحقيقي والدخول إلى دهاليزه ومعرفة طرقه وسلوكه وما يؤثر عليه وما يتأثر به، كالغابة تمامًا عندما يقف الشخص على أطرافها لا يكتشفها ولا يرى سوى الظاهر منها أما الباحث عن حقيقتها فهو يحتاج لسبر أغوارها واحتمال الأخطار فيها، وكذلك المنجم فالواقف أمامه يشاهد ما ظهر منه بينما لا يستطيع أن يملك ذهبه ولا ألماسه ولا جواهره إن لم يبدأ بالعمل ويصل لجوفه. فالإنسان معقد بطبيعته وله تركيبة خاصة ومتناقضة يصعب اكتشافها من أول نظرة! وأضاف الصغير فقال: “فالفتيات اللواتي وقعن ضحية حب وعشق من أول نظرة ثم تبعها ممارسة جنسية هن أشبه بالمراحيض العامة، ولما سئل ديوجانس عن العشق قال: هو اختيار صادف نفسًا فارغة.ً فدائمًا ما يربط الناس الأشياء التي لا يفهمونها بالأشياء المعلومة لهم مسبقًا مما يترتب عليه سلسلة من الأخطاء حول الكثير من الأشياء. ففي دراسة أجراها الدكتور "جون مينر" وتم نشرها في مجلة "جورنال أوف بيرسونالتي أند سوشيال سايكولوجي “أكدت أن حب النظرة الأولى يتم على المستوى البصري، وهذا ما أكده الدكتور يحيى الرخاوي: أن الحب من مجرد النظرة الأولى غالبًا ما يكون مجرد إعجاب ظاهري لا يرقى إلى مرتبة الحب كظاهرة السراب في الصحراء فهي مجرد عملية خداع بصري يشعر به الظمآن “كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا”. وعلى حسب استطلاع للرأي أنجز مؤخرًا من موقع “إليته بارتنار” الألماني بأن المتزوجين أكدوا مصداقية النتائج التي توصل إليها العلماء بأن الحب من أول نظرة هو وهم أسطوري.