في مكتبتي عدد لا بأس به من كتب التراجم، وبخاصة ما يعنى منها بالترجمة للمؤلفين والكتّاب والأدباء السعوديين، ولقد أفضل الأديب الأستاذ عبدالرحمن بن زيد السويداء فأهداني معظم مؤلفاته، ومن بينها كتابه " الأدباء والكتّاب بمنطقة حائل" الصادر في عام 1427ه/2006م في أربعمائة وثلاثين صفحة. وهذا الكتاب يضم تراجم لما يقرب من مئة كاتب وأديب من منطقة حائل، بما في ذلك الأدباء الذين نزحوا إلى مناطق أخرى للعمل أو التجارة مثل : علي الحبردي وجبير المليحان، وكلاهما يقيم منذ مدة طويلة في المنطقة الشرقية. ولقد بذل المؤلف جهداً كبيراً في جمع معلومات الكتاب، وقسمه إلى قسمين، وهما: القدامى، والمعاصرون، ولم يسر على منهج واحد في التراجم، وتراوحت بين القصيرة جداً في نحو صفحة، وخمس صفحات، وتجاوزت ترجمة المؤلف لنفسه وعرض مؤلفاته أربعين صفحة، وبالتحديد من ص 152196، وكان الأولى أن تكون التراجم متقاربة في حجمها وفي منهجها، وليت المؤلف يخصص لسيرته الذاتية بتفاصيلها كتاباً مستقلا. ومما يمكن أن يؤخذ على الكتاب إدراجه لأسماء ليست من منطقة حائل، ومما يمكن التمثيل به ترجمته للأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي، وهو من أهالي الزلفي، وليس من حائل، وإن عمل فيها مدة من الزمن وكان له تأثير في صنع الثقافة فيها. وفي الكتاب تراجم لأشخاص يصعب أن نطلق عليهم أدباء أو كتّاباً، ومؤهلاتهم ومؤلفاتهم لا تشفع لهم؛ لأنها أشبه بالنشرات التعريفية ولا ترقى إلى أن تكون مؤلفات بالمعنى المتعارف عليه. ويظهر أن المؤلف كما يتضح من المقدمة كان مستعجلاً وحريصاً على أن يصدر الكتاب بأسرع وقت، ومن هنا فقد ظهرت نواقص في الكتاب ما كان لها أن تكون، ومنها: خلو الفهرس من أرقام الصفحات، وظهور بعض الأخطاء الطباعية واللغوية، مع رداءة في صف الكتاب وإخراجه. ولعلي أنبه على خطأ أراه يتكرر لدى أكثر من مؤلف، وهو قوله ص414 " مرتبة أبجدياً"، ويقصد " هجائياً"، فلعله يستدرك هذه الملحوظات في الطبعة القادمة، وأقترح ألا يفصل بين القدامى والمعاصرين، وأن يحذف الرموز التي أثبتها أمام كل اسم، وهي: ش(شيخ)، أ(أستاذ)، م( مهندس). وربما كان عنوان الكتاب بحاجة إلى إعادة نظر؛ لأن عدداً ممن أثبت تراجمهم ليسوا بأدباء ولا بكتّاب، وعددا منهم من العلماء والمشايخ، ومن الأطباء والمهندسين؛ ولعل العنوان الأدق " الأدباء والمؤلفون في منطقة حائل". [email protected]