قال الضمير المتكلم: خلال يوم عرفات الماضي كان هناك بث مباشر لأحد برامج الإذاعة السعودية. وهنا اتصل الأستوديو بالمذيع الميداني، حيث قام بإجراء لقاءات مباشرة مع الأخوات المتطوّعات في الكشافة النسائية؛ لِلتَعريفِ بهنّ وبتجربتهنّ، وهنا يبدو أن المذيع قد لفت نظره صِغَر سِن إحداهُنّ مقارنة بزميلاتها، فسألها -تحديدًا- عن عمرها! فأجابت سبعة عشر عامًا. المهم استمرت اللقاءات، وكان الجميع في غاية الرزانة والاحترام. وفي نهاية الحوار بدأ المذيع الميداني يقدم الشكر للمشاركات، ولكنه أخطأ في الأسماء، ما عدا الأخت الصغيرة، فقد نطق اسمها بصورة صحيحة. إلى هنا والأمر طبيعي (ولكن المفاجأة أن زميله في الأستوديو داعبه ضاحكًا في غَمْزَة -أتركها لفهمكم- (لماذا هذه تحديدًا تذكّرت اسمها)!! هذا المسمع هدية مع التقدير للأستاذة (البتول الهاشمية)، التي كتبت منتقدة كل مَن يُعارض عمل المرأة (كاشيرة) متسائلة: لماذا تفترضون دومًا سوء النية عند الرجل السعودي، والمرأة السعودية؟ ومتى ستتوقفون عن التعامل معنا كقطيع تحرّكه الغرائز، ولا يمكن تقويمه إلاّ بالعصا؟ قطيع شياه مطارد دائمًا من ذئاب مسعورة؟ فبصحبة عبارات الاحترام والإعجاب بِقَلم (البتول) فكرًا وأسلوبًا، الواقع يقول: نعم مازالت هناك شريحة من مجتمعنا خصوصًا -أعتقد أنها للأسف كبيرة- تنظر للمرأة عمومًا ك(قطعة جميلة) تُثير الغرائز، والأدلة واضحة جلية، يجدها المنصف عند أصحاب القنوات الفضائية إيّاها التي تخاطب عيون الرجل، وغرائزه، طمعًا في دراهمه بواسطة سلاح الفتيات الجميلات. فقنواتهم موجهة لمجتمعنا وبتوقيتنا، وأغلب زبائنها من مدمني الاتصالات والرسائل والشات هم من شبابنا!! والمجلات التي تتزين أغلفتها بصور الجميلات تطبع لنا ومن أجل شبابنا؛ وشركات التوزيع خير شاهِد، وإطلالة سريعة على (اليوتيوب) تَرسم الواقع، حيث تَمّ اصطياد بعض الفتيات في بعض المواضع والمشاهد وأغلبهنّ غافلات آمنات، ودراسة ميدانية نشرت مؤخرًا أكدت أن القناة الفضائية المفضلة في استراحات الشباب هي (قناة غِنْوة) الراقصة! بل إن هذا الواقع المأساوي ظاهرة عربية، فقد أثبتت دراسة «غيوم في سماء مصر» الصادرة عن المركز المصري لحقوق المرأة، ونشرتها صحيفة (الشروق المصرية) أن (83%) من المصريات يتعرضن للتحرش، وجاءت الملامسة غير اللائقة للجسد على قمة أشكال التحرّش المختلفة التي تتعرض لها النساء بنسبة تجاوزت (40%)، هذا بخلاف التتبع، والملاحقة، والمعاكسات الكلامية، وغيرها من أشكال التحرّش!! أخيرًا الضمير المتكلم يترك الفتوى لأهلها، ولكنه يؤيد أن تعمل المرأة السعودية أي عمل يوافق أنوثتها، وكونها وردة جميلة تجب المحافظة عليها. وأخيرًا سؤال بريء جدًّا: لماذا الإصرار على عمل المرأة (كاشيرة) فقط؟ ولماذا لا ينتقل هذا الإصرار لتوظيف آلاف من الجامعيات في المدارس الأهلية؟! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]