بدأت صباح أمس في الرياض جلسات مؤتمر الاستثمار الخليجي الإفريقي وأجمع رؤساء الدول الإفريقية المشاركون فى المؤتمر على أن بلادهم مليئة بفرص الاستثمار الواعدة وخصوصًا في مجالات البنية التحتية والزراعة وتربية الأغنام والمواشي بما يوفر احتياجات دول الخليج من الغذاء وطالبوا القطاع الخاص باستكشاف الفرص الموجودة ببلادهم التى يتوافر بها مخزون واسع من المعادن النفيسة ومنها الذهب، والأحجار الكريمة والفوسفات والكالسيوم وغيرها من المعادن الهامة. وأعلنوا بوضوح أن الأزمة المالية أظهرت بأن الاستثمار في الاقتصادات الناشئة أقل مخاطرة من الاستثمار في الاقتصاديات الحديثة فى إشارة منهم إلى أن إفريقيا القارة البكر مازالت تنتظر القدرات والخبرات الخليجية. وقالوا: «نريد أن يكون هناك تعاونًا وتفاهمًا مشتركًا بين الخليج وإفريقيا لتنمية بلداننا وتحسين مستوى المعيشة وتوظيف الشباب وتحقيق مصلحة شعوبنا في الدول الخليجية والإفريقية. وفى المقابل أرجع الخليجيون قلة حجم الاستثمارات الخليجية في السوق الإفريقية إلى القصور في التشريعات والأنظمة الحمائية لدى الدول الافريقية وهو مايتطلب من الدول الإفريقية بذل المزيد من الجهود نحو توفير بيئة آمنة للاستثمارات الخليجية. ولكنهم في الوقت ذاته أكدوا أن هناك تعاونًا عربيًا إفريقيًا لكنه لايرقى لمستوى الطموح إذ لايتجاوز حجمه 25 مليار دولار من بينها 10 مليارات من النفط وقالوا: إنه رغم ذلك يمكن استكشاف المزيد من فرص التعاون والاستثمار المتبادل بين الجانبين وخاصة الاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة لدى الدول الإفريقية في مقابل الاستفادة من الوفرة المالية الضخمة لدى الدول الخليجية وهو ماسيحقق التنمية المستدامة للجانبين. بدأ المؤتمر بكلمة لرئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل والذي أكد أن خادم الحرمين الشريفين إهتمّ بهذه الفكره ورعاها لتحويل تعاون الأفراد إلى تعاون دولي واسع النطاق وقال خالد القصيبي وزير الاقتصاد والتخطيط خلال ترأسة الجلسة الافتتاحية أن العلاقات بين دول الخليج وإفريقيا أخذت تشهد تطورًا منذ العام 2000 حيث وصل حجم التبادل التجاري بين المملكة وموزمبيق إلى 488 مليون ريال بعد أن كان 79 مليون ريال عام 2004م، كما وصل حجم التبادل مع زامبيا مليار ريال عام 2009م بعد أن كان 300 مليون ريال عام 2000م، ومع جنوب إفريقيا وصل إلى 21 مليون ريال عام 2008م ، وكذلك تشهد العلاقات مع دول الخليج وإفريقيا تنامي مضطرد فى حجم التبادل التجاري. وأضاف القصيبي أن التجارة الخارجية وتعزيزها على أساس القدرات التنافسية سيساهم فى بناء شراكة حقيقية بين الجانبين، منوها بما حققته دول شرق إفريقيا من معدلات نمو جيدة. وقال بأن التجارب العالمية تبرز أهمية الاستثمارات الأجنبية لمساعدة الدول على تحقيق معدلات نمو ونقل وتوطين التقنيات وأساليب العمل الحديثة وتدريب المواطنين، ويبرز هنا دور الحكومات فى جلب تلك الاستثمارات من خلال تطوير الأنظمة والإجراءات بما يضمن تسهيل الأعمال وتسهيل منح التراخيص وضمان الاستثمارات وتحويل الأرباح والحصول على الائتمان. وبين بأن دول الخليج قطعت شوط كبير فى جذب الاستثمارات الأجنبية،وفي المملكة على سبيل المثال بلغ معدل الاستثمارات الأجنبية 38 مليار دولار عام 2008م. وعبر عن أمله أن يساهم المؤتمر في رفع معدلات التعاون التجاري بين الكتلتين الخليجية والإفريقية. ******************* رئيس موزمبيق : لدينا فرص للاستثمار في الغذاء والبنية التحتية وتحدث رئيس جمهورية موزمبيق ارماندو ايميلو معبرًا عن تقديره لمجلس الغرف السعودية ومركز الخليج للأبحاث على تنظيم المؤتمر وقال بان وجود رؤساء أفارقة ومشاركة كبيرة تدلل على اهتمام بتطوير علاقات بلدانهم مع دول الخليج ،مضيفا بأن موزميق ووفقا لتقارير اقتصادية عالمية تقدمت 6 مراكز في تصنيف ممارسة الأعمال وتسهيلها كما وقعت اتفاقيات مع العديد من الدول لتجنب الازدواج الضريبي إضافة لعضويتها فى منظمة التجارة العالمية. وقال: نأمل أن يساهم المؤتمر فى تعزيز علاقاتنا مع دول الخليج من خلال العديد من الأسس والفرص المتاحة خاصة فى مجالات الأمن الغذائي والتي تركز عليها دول الخليج وتمثل موزمبيق وجهة رئيسية لهذا النوع من الاستثمار الزراعي. واستعرض بعضًا من ملامح البيئة الاستثمارية ببلاده ومن بينها نظام العمل والمنافع المتبادلة والقوانين المتعلقة بالاستثمار. وأضاف بأن هناك فرص استثمارية كبيرة فى قطاعات كالزراعة والثروة الحيوانية وزراعة الأعلاف وغيرها. ******************* الصريصري :الإمكانيات متوافرة لدى الجانبين أكد الدكتور جبار الصريصري وزير النقل لدى إدارته للجلسة الثانية أن الامكانيات المتوفرة لدى الجانبين الخليجي والإفريقي ضخمة جدًا مما يتيح فتح العديد من الفرص الاستثمارية ويحقق التكامل ويعزز العلاقات الاقتصادية من مختلف جوانبها. لافتًا إلى أن دول الخليج حققت إنجازات اقتصادية كبيرة رغم الأزمة العالمية التي ضربت العالم مؤخرًا كما أن لديها قطاع خاص نشط وله تجارب دوليه كبيرة ويملك القدرة على المبادرة مما يجعلة شريك موثوق به .. وفي المقابل تمتلك الدول الإفريقية موارد بشرية وأيدي عاملة مدربه ومنخفضة التكاليف كما أن لديها إدارة قويه لتحقيق النمو المستدام فهذه المزايا وغيرها تستطيع أن تحقق تبادل تجاري كبير. ******************* وزير زامبيا : مؤسسة لتسهيل الشراكة ورفع نائب وزير التخطيط والمالية الزامبي الدكتور سيتو موبيكو شكره لخادم الحرمين الشريفين على رعاية المؤتمر ولمجلس الغرف ومركز الخليج وقال بأن العلاقات الاقتصادية الخليجية الإفريقية رغم أنها فى تطور مضطرد لكنها تظل دون المستوى نظرًا للإمكانيات المتاحة والفرص التي تذخر بها دول إفريقيا. وقال بأن الأزمة المالية أظهرت بأن الاستثمار فى الاقتصادات الناشئة أقل مخاطرة من الاستثمار في الاقتصاديات الحديثة واقترح إنشاء مؤسسة لتسهيل عملية الشراكة بين الخليج وأفريقيا إضافة لافتتاح مكتب زامبي فى الخليج لتسهيل عملية عرض الفرص الاستثمارية على قطاع الأعمال بالخليج. وابدى رغبتهم فى استضافة المؤتمر الثاني الذي تقترح دول إفريقيا أن يتم عقده بها. ******************* 25 مليار دولار التعاون العربي الإفريقي وأكدت الجلسة الثالثة برئاسة نائب وزير المالية الدكتور حمد البازعي أن هناك قصورًا في التشريعات والأنظمة الحمائية لدى الدول الإفريقية وهو ما يقلل حجم الاستثمارات الخليجية في السوق الإفريقية وهو مايتطلب من الدول الإفريقية بذل المزيد من الجهود نحو توفير بيئة آمنة للاستثمارات الخليجية. وشدد وزير التجارة والصناعة بدولة الكويت أحمد الهارون على العلاقات التاريخية التي تربط بين دول مجلس التعاون والدول الإفريقية والتي تعود إلى فجر الإسلام بيد أن الطموحات في المجالات الاقتصادية والتجارية لاتزال دون المستوى المطلوب رغم توفر كافة الامكانات اللازمة لإقامة علاقات وثيقة. وأوضح أن هناك تعاونا عربيًا إفريقيا دون الطموح حاليا إذ لايتجاوز 25 مليار دولار من بينها 10 مليارات من النفط مبينًا أنه رغم ذلك يمكن استكشاف المزيد من فرص التعاون والاستثمار المتبادل بين الجانبين وخاصة الاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة لدى الدول الإفريقية في مقابل الاستفادة من الوفرة المالية الضخمة لدى الدول الخليجية وهو ماسيحقق التنمية المستدامة للجانبين. ورأى أن مستوى الحضور والمشاركة من جانب عدد من الدول والمنظمات الإفريقية والخليجية يؤكد وجود رغبة في تعزيز التعاون الحالي والعمل من أجل تنمية التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والبحث عن أفضل الفرص الممكنة والواعدة للاستثمار فيها. وكما وافق رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دولة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني على ماذهب إليه الوزير الكويتي من حيث ضعف حجم التبادل التجاري القائم بين المجموعتين الخليجية والإفريقية وأنه لايرتقي إلى الموارد والامكانات الحقيقية لكليهما. واقترح توقيع اتفاقيات لتسهيل التجارة الخليجية مع أهم التجمعات الإفريقية وإنشاء صندوق خليجي مشترك تشرف عليه الحكومات لدعم الصادرات الخليجية إلى إفريقيا إضافة إلى تشجيع وإقامة شركات استثمارية في مجالات الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي وحث البنوك الخليجية على ممارسة أنشطتها بدول إفريقيا أو فتح فروع لها. واستعرض عبدالعزيز الحقيل أمين عام منظمة الخليج للاستشارات الصناعية الدور الذي يمكن أن تضطلع به المنظمة فى دعم توجهات الدول الخليجية للاستثمار بالقارة الإفريقية ******************* رئيس السنغال: تأسيس وكالة للتنمية أشاد رئيس السنغال عبدالله واد أمام الجلسة الثانية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمؤتمر وبجهود خادم الحرمين الشريفين لدعم التعاون العربي الإفريقي وأيضا لدعمه يحفظه الله لجميع الدول الإسلامية لمختلف القارات وقال واد: بصفتي رئيس لقمة دول منظمة المؤتمر الإسلامي فإنني أثمن عاليًا جهود الملك عبدالله الدائمة والمتواصلة في دعم الدول الإسلامية وسعيها الدؤوب من أجل إحلال الوفاق والاتفاق بين الدول الإسلامية والعالم أجمع. وتوقع الرئيس واد من المؤتمر العديد من النتائج الهامة والتوصيات التي من شأنها زيادة حجم التعاون الاقتصادي بين الكتلتين وقال: إنني لا أرى مستقبل العالم العربي بدون إفريقيا ولا مستقبل لإفريقيا بدون العالم العربي لأن مصيرنا مشترك والتحديات التي تواجهنا مشتركة لذلك لا بد أن نعمل سويًا لاتحقيق أحلامنا ومصالحنا ونعمل على إيجاد حلولا مبتكرة وأفكارة خلاقة فإفريقيا تمثل الشريك الأفضل للعرب مستقبلًا واقترح الرئيس واد عدة مقترحات هامة لتفعيل التعاون الخليجي الإفريقي إصدار جوازات سفر خاصة لرجال الأعمال من الجانبين وتسهيل تاشيرات الدخول لهذه الفئة إلى دول إفريقا ودول مجلس التعاون الخليجي وتأسيس وكالة للتنمية في الدول الإفريقية والدول العربية تعتمد على استخدام الطاقات المتاحة من الباحثين والفنينين والمهنين. ******************* رئيس بنين : مهتمون بالتعاون الاقتصادي مع المملكة أكد رئيس جمهورية بينين الدكتور توماس بوني يايي اهتمام بلادة بالتعاون الاقتصادي مع المملكة العربية السعودية وقال: إن المؤتمر فرصه مناسبة لبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية بين بينين والمملكة العربية السعودية، لافتًا إلى أن العلاقات الخليجية الإفريقية ما زالت في بدايتها وفي مرحلتها الأولى وأمامها طريق طويل حيث أن الاستثمارات السعودية في إفريقيا لا تمثل سوا 1.7% من إجمالي الاستثمارات السعودية بالخارج ولذلك فإننا نعول كثير ونرحب بمبادرة المملكة العربية السعودية المتمثلة في دعوة مجلس الغرف السعودية ومركز الخليج للأبحاث لزيادة هذا التعاون الذي نأمل أن يكون في مصلحة شعوبنا في الدول الخليجية والإفريقية، داعيًا الجانبين إلى الاهتمام بهذا المؤتمر والتعاون بجدية مع التوصيات ومن الضروري اعتبار أوراق العمل المطروحه بهذا المؤتمر وثائق رسمية للبناء عليها مستقبلا.