كانت ألعاب القوى على الموعد في جلب الذهب من منجم آسيا في غوانزوا كما هي عاداتها منذ دورة بوسان الكورية عام 2002 وإن كان هذه المرة أقل عددًا في الذهب لكن الحصاد لم يتراجع، كما أن الحصاد السعودي في الدورة كان جيدًا رغم ما شاب الإعداد من قصور، وما دخل على ساحة المنافسة من مؤثرات، في هذا الحوار مع الأمير نواف بن محمد رئيس اتحاد ألعاب القوى نقف على حقائق الأمور في الحركة الأولمبية السعودية نحلل في الحاضر لنقرأ ما هو قادم. *مبارك عليكم النتائج التي خرجتم بها من دورة الألعاب الآسيوية في غوانزوا، ثم ماذا بعدها؟ - يعتمد على الميزانيات التي سوف تقدم لنا بالنسبة للإعداد، فنحن مطالبين على أن نكون على قدر الحدث في لندن، ونحن لا ينقصنا اللاعبين فلدينا عدد جيد من الأبطال لكننا نحتاج إلى إعداد مميز، وأجهزة فنية على المستوى المطلوب، وهذا فيه تكاليف بالطبع. * وهل كانت نتائج غوانزوا مرضية بالنسبة لكم؟ - كان بالامكان أن تكون أفضل لولا وجود سببين أثرا على تلك النتائج الأول مالي بحت ويتمثل في التأخر في صرف ميزانيات الإعداد لكل الاتحادات، والثاني يتعلق بإعداد بعض اللاعبين كما يجب أن يكون وذلك بسبب وضعنا المالي لأننا لم نستطع توفير برامج الإعداد والمشاركات اللازمة للتحضير للموسم الرياضي ككل، ومع ذلك فقد كانت محصلتنا في ألعاب القوى ثمان ميداليات كما كنا في بوسان 2002 والدوحة 2006 وكان الاختلاف في نوعية هذه الميداليات، ولهذا سببين أولهما أن لدينا لاعبين شباب شاركوا لأول مرة في الدورة، والثاني أن كبر سن بعض اللاعبين فرض عليهم التراجع من الذهب إلى الفضة، أضف إلى ذلك اصابة اثنان من الرياضيين من المرشحين لنيل الذهب وترك أثره على المحصلة العامة في الدورة. * أشرت إلى وجود تقصير من الاتحاد، وإلى عدم استعداد من اللاعبين، فهل هم من لاعبي الخبرة أم الشباب؟ - الاثنان معا وهو السبب كما قلت لك التأخر في صرف ميزانيات الإعداد والتي لم يعط لنا إلا ربع ما طلبنا حتى بعد التأخير، فتعاملنا مع الواقع وحاولنا التغلب على هذه المعوقات. * ما الذي كشفته دورة غوانزوا لكم خاصة وللاتحادات الرياضية السعودية عامة بوصفكم نائبا لرئيس البعثة؟ - بالنسبة لنا في ألعاب القوى برهنت لنا في ألعاب القوى أن وضعنا جيد على المستوى الأسيوي وأن المستقبل لنا، وسيكون ظهورنا فيها قويا في كل الأوقات، وأعيد وأكرر لو كان الانفاق جيدا لكانت النتائج أكثر جودة مما جنينا، وبالنسبة لبقية الاتحادات فهي تنقسم إلى قسمين الأول يستحق الشكر والتقدير وأن نرفع لها قبعاتنا احترامًا وتقديرًا على إمكانياتهم المتواضعة ومع ذلك فقد حققوا أفضل النتائج وهما الكراتية الذي يستحق كل الدعم ليواصل الجهد والعطاء وكرة اليد التي كانت بين الأربعة الأوائل بامكاناتها البسيطة جدًا ولو كان لديه ما ينفقه على الإعداد وجلب أجهزة طبية كان من الممكن أن يعود بالفضية على أقل تقدير، وفيما يتعلق بالكرة الطائرة كان لاعبوها على مستوى عال جدًا لكن الإعداد سيئ جدًا وهناك فارق كبير بين ما أعد به المنتخب قبل 4 سنوات وما أعد به لهذه الدورة، والمسؤولية تقع هنا على عاتق اللجنه الأولمبية وعلى الاتحاد معا وهذان الاتحادان يملكان القوة الكافية للمنافسة على مستوى آسيا إذا كان التحضير جيدًا والاتحادات الأخرى تحتاج إلى وقفة في مراجعة حساباتها، كما أن هناك اتحادين أو ثلاثة يتطلب الأمر إجراء تغيير جذري لها إذا كنا نريد لها وجودًا وهذا للمصلحة العامة، وسأقدم تقريري كنائب رئيس البعثة إلى رئيس المكتب التفيذي للجنة الأولمبية الأسبوع المقبل. * المعايير الفنية التي سيتم على ضوئها التقييم والحساب؟ - بالنسبة لي في ألعاب القوى ليس لدي مشكلة مع التقييم وسأقدم مشاكلي للجنة الأولمبية مرفقة بالحلول، وتحديد الطريق الذي سنسير عليه، والقرار في الأخير بيد القيادة الرياضية، بقية الاتحادات طلب منها تقديم تقارير وافية عن المشاركة وسيتم مقارنتا بما دونته الهيئة الفنية في اللجنة نفسها عن المشاركة وبالتالي سنعرف واقع كل لعبة على حدة. * مشروع الصقر الأولميبي التحفيزي ما الذي طبق من معاييره في هذه الدورة؟ - البرنامج ملتزم بما تعهد به في التحفيز ولكن على الاتحادات أن تحضر وتقدم نتائج ثم تنال حقها من التقدير، وهو برنامج طموح جدًا ويحتاج إلى وقت حتي يمكن له جلب الأموال وتوزيعها على المتميزين فهو يتعامل مع الأفضل والأحسن أي مع الأبطال، ومن هنا على الاتحادات أولا أن توجد هؤلاء الأبطال، وأن تبدأ من الان تسويق نفسها مستثمرة الوهج الذي وفره الحصاد في الدورة وبلغ 13 ميدالية. * هل شرعتم في التقييم؟ - نعم كان هناك اجتماع مع الأمير نواف بن فيصل في غوانزوا وهو رجل يعرف بواطن الأمور، كما أن الأمير سلطان بن فهد كان مطلعا على ما يجري، وخلال أسبوع تقريبا ستكون هذه التقارير جاهزية وحسب علمي انها ستخضع لدراسة متعمقة من المكتب التنفيذي والجمعية العمومية للجنة. * اللجنة الأولمبية ذاتها وضعت من دورة لندن الأولمبية بداية لحضور سعودي قوي في الألعاب الأولمبية، فلو حدث معوقات للإعداد كما حدث مع دورة غوانزوا كيف سيكون الحضور وكيف سيكون التعامل مع هذه الظروف؟ - الرؤية واضحة بالنسبة للفروسية وألعاب القوى فالأول سائرين على برنامج واضح في التأهيل وفي التحضير والثاني لديه الآن لاعبين متأهلين إلى بطولة العالم وبالتالي هما متأهلين آليا إلى الألعاب الأولمبية، وكما قلت سابقا سنكون واضحين في تقديم أنفسنا للجنة الأولمبية بعرض مشاكلنا وماذا نريد، كما لاننسى أن هناك فرقًا كبيرًا بين أن تكون متأهلا وبين أن تكون منافسا والذي لم يحضر نفسه من ست سنوات لن يظهر في لندن وعليه الاستعداد لريودي جانيرو 2016، وعلى الفروسية صيانة ما تحقق لها وكذلك الحال لنا في ألعاب القوى لتلك الدورة، لأن الأمر في 2012 منتهي تماما فلا يوجد لاعب من الألعاب الفردية لديه أمل في المنافسة على ميداليات لندن التي سيكون لدينا فيها من ألعاب القوى حوالي 13 لاعبا ستة منهم في عداد المنافسين. * مسابقة المسافات الطويلة التي رفعت بها ألعاب القوى البيرق اختفت من منصات التتويج لماذا؟ - المسافات الطويلة برزت على عطاء البطل سعد شداد صاحب الميدالية البرونزية في بطولة العالم في السويد والذي كان مرشحا لميدالية في دورة اطلانطا الأولمبية لكن الاصابة داهمته، وهذا العطاء جاء منه وكان كبيرا في السن ولو كان صغيرا لأحسنا إعداده وحققنا معه أفضل النتائج، بعدها لم يظهر لدينا لاعب في قدراته، ومع ذلك فنحن أبطال آسيا وأسيادها وكان لدينا أمل في ثلاث ميداليات ونصف في 3000، 5000، 10000 لكننا قوبلنا بجيش من الكينين. * نفهم من هذا أن التجنيس أضر بكم؟ - أضر بنا كنتائج لكن كمستقبل لا فلدينا عدد من اللاعبين الذين نؤمل منهم الشيء الكثير ولو تمكن واحد منهم أن يهزم لاعبي قطر والبحرين فسيذهب إلى بطولة العالم وهو من المرشحين لميدالياتها، لكننا أيضا استفدنا من مشاركتنا في الألعاب الآسيوية بأن اتيحت الفرصة للاعبين في الاحتكاك بأبطال عالميين وسينعكس ذلك على مستواهم في المسقبل. * ماذا عن المسابقات المحلية؟ - وضعها جيد وسنحاول مع الرعاة الجدد خلق روح التحدي لدى الاندية حينما تعرف بأن مشاركتها ستعود عليها بالنفع ماليا واعلاميا وحتى فنيا وذلك بتوفير المكافات الجيدة، والتغطية الاعلامية الجيدة أيضا والمدرب الكفؤ، ونحن نعمل على انجاح هذا المشروع، كما نعمل على أن يكون لنا نشاطات لاصفية في الصيف (بطولات مفتوحه في عدة مناطق) تساعد الأندية على اكتشاف الأندية للمواهب ثم لتقوم بعد ذلك برعايتهم وتدريبهم، ولو تحقق المشروع فان وضعنا سيكون أفضل عشر مرات عما نحن عليها الآن، لكن الصعوبة تكمن الآن في ايجاد الراعي فالكل متجه إلى كرة القدم، ومع ذلك فقد قمنا بجهود مضنية مع الشركات التي ستكون راعية لاقناعهم بالفكرة وكان من بين برامج الاقناع دعوتهم معنا لحضور بطولات العالم ليتعرفوا على الواقع.