شهدت ظهيرة الاثنين الماضي الثالث والعشرين من ذي الحجة الجاري اجتماع الجمعية العمومية لهيئة الصحافيين السعوديين بمقر الهيئة في الرياض. والحقيقة أن الاجتماع -على الرغم من قصر مدته- إلا أنه شهد أطروحات قوية تنم عن وعي وإدراك من الصحافيين، وقد لفت الأنظار أن معظمهم (إن لم يكن جميعهم) من جريدتي الرياض والجزيرة! وكم تمنيت لو كان اللقاء شاملًا وعامًا لكل المنتسبين للصحافة من متفرغين وغير متفرغين ومنتسبين (وليس للمتفرغين فقط) بعد تهيئة المكان بشكل أفضل بحيث يتسع للجميع. وبمهنية عالية أظهرت تمكّنه من أمور الهيئة وإلمامه بكل التفاصيل رحب الأمين العام للهيئة الدكتور عبدالله الجحلان بالحاضرين واستأذنهم في تداول ما جاء في جدول الأعمال بعد إلقاء رئيس الهيئة الأستاذ تركي السديري كلمته. وشهد اللقاء الإقرار بأن يستثمر مجلس الإدارة ما لا يزيد على 70% من أموال الهيئة (المتوفرة في البنوك) بعد أسئلة عن كيفية استثمار هذه الأموال وأين؟ ووعد الأمين العام بطرح ذلك في اجتماع مجلس الإدارة القريب وطمأنهم بأن المجلس لن يقدم إلا على استثمار شبه آمن. وأبدى ممثل وزارة الثقافة والإعلام امتعاضه من الشكاوى المتزايدة من قبل الصحافيين المتعاونين (تم فصل 14 متعاونًا من صحيفة واحدة يوم انعقاد الجمعية!) لكن رئيس الجمعية رفض المساواة بين المتعاون والمتفرغ مؤملًا أن يصبح المتعاون متفرغًا! وهنا نتساءل: متى يتم ذلك؟ وعلى أي أساس؟ وهل هناك تقارب في الرواتب يشجع على التفرغ؟ وتبقى مسألة توفير الأمن الوظيفي، والتأمين الطبي بعد ترك العمل، والحصول على منح وقروض وتسهيلات عن طريق الهيئة وتخفيضات في الجهات الحكومية والأهلية كافة، طموحًا يرمقه العاملون في بلاط الصحافة بأبصارهم. أما الشكاوى فقد ذكر الأمين العام أن ما ورد للهيئة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وأن منها ما يتعلق بجانب جنائي وآخر قد صدر فيه حكم قضائي، مما يعني ضمنًا استحالة تدخل الهيئة. وهنا يبدو تساؤل كبير حول الحقوق والواجبات للصحافيين والصحافيات، وهل هم ملمّون بها؟ وتساؤل أكبر حول ميثاق الشرف الصحافي الذي طال أمد انتظاره؟! ومسألة إيجاد لجنة لشؤون الصحافيين في الهيئة مطلب ملح في ظل وجود ست لجان والتي يرجى أن يلمس أثرها العاملون والمنتسبون للصحافة بشكل عام. إن وجود مثل هذه الهيئة هو بمثابة أمل تحقق، وقد حان وقت أوان التفعيل وتلمّس الآثار المترتبة على هذا الوجود الذي يمثل إنجازًا وبخاصة لمن ينظر للمبنى الرائع للهيئة، غير أن الأمل هو أن يكون للهيئة فروع في جميع المناطق ليتسنى لها أداء دورها بشكل أفضل، وتحقيق رسالتها بتفاعل الجميع معها. والأمل يحدو الجميع أن يأخذ كل من يعمل في بلاط صاحبة الجلالة حقه كاملًا دون نقص بعد أن يؤدي الواجبات المنوطة به، وذلك بعد إيجاد الأطر التي يعمل فيها الجميع، فلا يبقى هضم لحقوق ولا يُرى تراخٍ في أداء واجب، فهل يتحقق الأمل في قابل أيام الهيئة؟ ولقد لفت الأنظار ما كرره أمين عام الهيئة ألا وهو قوله: أنتم الهيئة، وليس مجلس الإدارة، فأعينوها بأفكاركم ومقترحاتكم فأنتم الهيئة، لأضم صوتي إلى صوته، وأقول: أعينوا هيئة الصحافيين السعوديين. [email protected]