طالب عدد من المواطنين الجهات المعنية كافة بالحفاظ على حرمة الأموات في عسفان، ووضع حد للتعدي المتكرر على المقابر القديمة، التي كانت تغطى بالحجارة. وأكدوا أن عمالة وافدة التقطت الصخور التي كانت تغطيها دون علمها بكونها قبورًا، مما جعلها عرضة لجرف السيول ونحت الرياح، لافتين إلى أهمية التعريف بهذا النوع من القبور ووضع علامات توضح هويتها وترشد لحدودها، وأشاروا إلى وجوب إنشاء سياج يحميها من الامتهان ويحفظها من النبش والتعدي. “المدينة” وقفت على الموقع وتعرفت على آراء الناس حيالها من خلال هذا الموضوع. البداية كانت مع أحمد بن مرزوق (70 عامًا)، والذي ذكر أن هناك نوعًا من المقابر يكثر وجودها في المناطق الجبلية يطلق عليها “الزرب”، ويأخذ الشكل الدائري ومبنيًا من الحجر ويبلغ ارتفاع جداره ما بين المتر إلى المتر والنصف، في حين يصل قطر الدائرة إلى ثلاثة أمتار، وتزيد أو تقل حسب عدد الجثث بداخلها. وهي مقابر نشأت نتيجة لوجود عدد من القتلى جراء المعارك والحروب بين القبائل في الفترة التي سبقت الحكم السعودي، حينما كانت القبائل تعتدي على بعضها للنهب والسلب والأخذ بالثأر، وأضاف أن الناس حينذاك كانوا مضطرين لاتباع هذه الطريقة للتخلص من جثث القتلى. وأضاف أن معتقدًا كان سائدًا لدى القدماء مفاده أن وضع القتيل في الزرب بين الحجر هي الطريقة التي تلزم أبناء قبيلته للأخذ بثأره وأكد أهمية حمايتها وحفظها من الاندثار. عمر العصلاني يقول: ذهبت لوادي فيدة بمركز عسفان للاستمتاع بمناظر السيول والامطار التي أصابت المنطقة ففوجئت بوجود هيكل عظمي لإنسان واضحة جمجمته وفكيه وأسنانه وعموده الفقري وإحدى يديه وباقي أعضائه ما زالت مغطاة بالتربة والصخور وحوله كوم من الصخور يبدو أنه يحتوي على عدد من الأموات. وأضاف أن الهيكل انكشف على ما يبدو بعد نبش عدد كبير من الصخور والاحجار التي بني منها. وأضاف العصلاني أن الكثير من الناس يجهلون طبيعة هذه القبور كون استخدامها قبل مائة عام وأكثر لا سيما العمالة الوافدة، ونرجو من الجهات المعنية وضع إشارات توضح للناس طبيعة هذه القبور ولوحات ترشدهم إلى حدودها حتى لا يطالها العبث والاعتداء وانتهاك حرمة أمواتها. أحمد الحربي وعايش العصلاني أكدا أن عددًا كبيرًا من هذه القبور نبشت وأصبحت عرضة لجرف السيول ونحت الرياح وما هو موجود في فيدة من هياكل مكشوفة يستوجب تدخل الجهات المعنية بالمقابر وشؤون الموتى والعمل على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ هذه القبور. إمام وخطيب جامع عسفان الشيخ عطية الله بن هندي يقول إنه يجب احترام قبور المسلمين وصيانتها من الامتهان، لأن للميت حرمة كحرمة الحي فيحرم الجلوس والوطء والمشي عليها او الاتكاء عليها ورمي النفايات فيها او توجيه مجاري السيول ناحيتها. ومن جانبه أوضح رئيس بلدية عسفان المهندس عبدالماجد الشيخ أن البلدية بدورها ستقوم بالاطلاع على مواقع القبور الحجرية، وستتخذ الاجراءات المناسبة لمثل هذا النوع من القبور، وذلك في إطار مسؤوليتها وما يدخل في نطاق اختصاصها.