عزيزتي هل أتعبك العمل ككاشيرة..؟! إذًا مبروك قرار إقالتك على يد رجال الفتوى الساهرين على سلامتك. إن لم يعجبك الأمر وتريدي أن تكشري فليكن ذلك في بيتك بعيدًا عن أعين الرجال لأن التكشيرة يا كاشيرة قد تثير الغرائز فيفتتن بها القوم ويقع ما لا يحمد عقباه.. ونحن بغنى عن هذا (العقباة). أول ما سأقوم به هنا هو أن أضيع الفرصة على من استلوا نصوصهم للمحاججة لأني لن أدخل في تفاصيل عدم جواز الفتوى أو العكس، ليقيني المسبق أن جدلًا كهذا يستثير شهية الكثيرين لشحذ السيوف ونح(ن) (كناية عن نون النسوة) شريحة لا تملك سوى تكشيرة وبعض من كلمات وحروف لن نصل بها معكم إلى نتيجة مطلقًا، ولن أتساءل لمصلحة من تضييق الخناق على المرأة السعودية (العاملة) حتى لم يبق أمامها إلا بسطات المساجد أو التسول، ولا أضمن لها مع هذه فتوى تحريمية أخرى، وما يهمنا من القضية كلها سؤال صغير للقائمين على صكوك التحليل والتحريم. لماذا تفترضون دومًا سوء النية عند الرجل السعودي والمرأة السعودية؟! تذكرون فتوى تحريم كاميرا الجوال.. الجواب: لأن أول ما سيفعله الشاب السعودي هو التقاط الصور للفتيات في الشارع وتبادلها مع أصدقائه الذين هم من شاكلته طبعًا.. (وفقًا للفرضية). أما أن ترصد هذه الكاميرا صورًا تذكارية للعائلة أو منظر جميل للطبيعة فهذا لن يقع أبدًا كما يقرر عنا السادة المفتون.. وإن وقع فإن حماية سيادتها من سيادته هو القصد والسبيل. أيضًا فتوى منع قيادة السيارة من قبل المرأة. الجواب: لأن شبابنا - الذين نصر على التباهي بهم - سوف يبدؤون سيل المعاكسات والمطاردات التي لن تعود علينا إلا بمزيد من الحوادث المرورية، وأذكر بهذه المناسبة حادثة بنات الثمامة (رحمهن الله) لو أن هذه الحادثة كانت بسبب المطاردة لكم أن تتخيلوا ما كان سيحدث من تأويل وإثبات ولمصلحة من سيستثمر الحدث حينها؟! أن يتعامل السعودي مع السعودية بإتيكيت ولباقة ويفسح لها المجال فهو أمر محسوم بالنفي مقدمًا.. وهيهات أن يقع وفقًا للآلية التي يفكر بها الكثيرون للأسف رغم الاشباع الفكري والتعليمي والعاطفي الذي لا أحد ينكره عليهم، والذي أحدثه الحراك الثقافي ومخالطة الشعوب. سادتي أصحاب الفتاوى الكرام: متى ستتوقفون عن التعامل معنا كقطيع تحركه الغرائز، ولا يمكن تقويمه إلا بالعصا.. قطيع شياه مطارد دائمًا من ذئاب مسعورة!! على الهامش: أعجبني أو لنقل أذهلني واحد من بنود تفسير الفتوى التي تقول لا يجوز أن تعمل المرأة بمصالح يستطيع الرجل القيام بها.. بالله عليكم هل تعرفون عملًا واحدًا يعجز عنه الرجل وتستطيعه المرأة.. (غير الخلفة طبعًا) ويا خوفي أن تصادر حقوق هذه المهنة منَّا أيضًا! السادة الرجال: إن كان جوابكم نعم.. فمن حق أيًا كان النظر لكم وفقًا (للفرضية التي بالأعلى). ختامًا: أعتذر عن الإطالة التي لا أحبها، ولكن قد يكون لحماسي للرجوع إليكم بعد غياب. من باب المشاركة الوجدانية - أتمنى للكاتب الكبير - محمد صلاح الدين الشفاء العاجل.. ودمتم. [email protected]