الموت حقيقة يؤمن بها كل البشر ومصيرنا الخروج من دنيانا التي محيطها الزمان والمكان ولا ندرك ما بعد الموت إلا بما جاء به الكتاب الكريم كلام الله عز في علاه، وأحاديث سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم. والأيام تفقدنا الأعزة بترحالهم من الدنيا وعنها إلى البرزخ، وهذه سنة الحياة إلى أن يرحل الإنسان عن دنياه، ويفقده الغير كما فقد بالأمس الأحبة. ممن رحلوا تركوا أثرًا في عوائلهم والمقربين وآخرين اتسعت قاعدة أعمالهم بالخير فبلغ مبلغه واثر في مجموع من البشر ومن هؤلاء طيب الذكر الذي رحل عن دنيانا الفانية الفاضل ولن ألقبه بدكتور لأنه لقب دنيوي ولكن بالفاضل دلالة على الفضل والفضيلة الشيخ محمد عبده يماني. فعليه من الله الرحيم العفو الكريم أوسع الرحمات وأشملها. ومع موته تكشفت لنا ولغيرنا كثير من سيرته التي نعرف جزءًا منها لأن السيرة أجزاء ومراحل وأوقات لا يعرفها بشر واحد عن بشر إلا إن كان ملازمًا له وتفوته مع الملازمة أشياء ويدركها آخرون. ولن أخوض في أعماله وسيرته فقد خاض الكثير في ذلك منذ إعلان خبر وفاته كما أسلفت ولهذا دعوت نفسي في مقالي هذا إلى التفكير بكلمات مقروءة، كيف نخلد سير الخير والعطاء والعلم؟ لأنه رحل عن دنيانا هذا العام أكثر من نفر واغلبهم أفاضل لهم سير عطره ومن سابق رحلوا عنا أصحاب سير لا تقل عطرية عن سير هؤلاء ولهم أعمال جليلة وهذا واجب علينا كإحياء لرجال ونساء سبقونا بموتهم “فاللهم أحسن الخاتمة لكل تقي نقي مسلم”. وما يحز في النفس أن سير الراحلين تكون في أوجها أيام ما بعد الممات ثم تكون نسيًا منسيًا إلا في النفوس والأجيال الجديدة لا تعلم ولا تعرف إلا القليل عن نفر قليل. لهذا أدعو المثقفين والأدباء والعلماء والكل لطرح أفكار ممكن تنفيذها لتخليد ذكرى الخير والعطاء والعلم والمعرفة والأدب والأخلاق عن طريق تخليد ذكرى أصحابها الذين افترقوا عنا برحيلهم عن دنيانا الزائلة. ويكونوا قدوة للأجيال اللاحقة. وكم هو جميل تجديد زاوية قديمة اندثرت من على صفحات الصحف مثل زاوية “حدث هذا اليوم أو مات أو ولد في مثل هذا اليوم” ونكرر فيها الحدث مع تعريف عن هذا الشخص وتاريخ مولده ووفاته. وكذلك أماكن فضائلهم وأعمالهم ومجالاتهم حبذا لو تعلق نبذة عن سيرهم سواء منشآت صحافية، مراكز اجتماعية، مستشفيات، منشآت خيرية، أو مصالح حكومية ومن الممكن إنشاء معرض لسير الرجال متنقل أو ثابت أو أكثر من معرض في أكثر من مدينة أو ما كان من مقترحات يقترحها آخرون وتكون ملائمة. وما ذلك إلا لتبقى السير وان رمت الأجساد وحتى لا نبقى مجتمع دفان كما قال المرحوم بأمر الله الشيخ الموسوعة أستاذ الكثير محمد حسين زيدان. أتمنى أن أرى شيئًا من هذا قريبًا. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه 6 / 12 /1431ه [email protected]