رصدت لجنة من هيئة حقوق الإنسان عددا من الشكاوى والملاحظات أثناء جولة تفقدية مفاجئة قامت بها مساء أمس الأول على سجن الليث العام وعنابره ودور التوقيف بالشرطة وادارة مكافحة المخدرات والمستشفى العام. حيث التقت عددا من المساجين واستمعت إلى شكاواهم وملاحظاتهم في الوقت الذي كشفت فيه الزيارة عن عدم وجود غرفة عزل بالسجن ووجود موقوف تقاذفته ثلاث جهات حكومية حتى استقر في الشرطة!!. «المدينة» رافقت الفريق الحقوقي داخل أسوار السجن لأكثر من ثمان ساعات، لاكتشاف أوضاع المساجين والخدمات المقدمة لهم. وكانت البداية بتوقيف شرطة المحافظة حينما استقبل مدير الشرطة العقيد ابراهيم القرشي الوفد واطلعهم على حالة سجين مريض نفسيا يدعى “هاشم.ح” تم سحب الجنسية السعودية منه قبل بضعة أعوام، حيث تم القبض عليه قبل اسابيع من قبل أمن الطرق شمال المملكة لتقوم بتحويله لشرطة الليث والتي قامت بدورها بتحويله الى مستشفى الصحة النفسية الا أن الاخيرة رفضت استقباله بحجة عدم وجود شواغر في أسرة تنويم لتقوم الشرطة بمخاطبة جوازات منطقة مكةالمكرمة، إلا أنها لم تفلح في تسليمه لهم بحجة عدم الاختصاص لتوجهه عرضا لمحافظ الليث للبت في قضيته لاسيما ان الاحوال المدنية افادت بسحب الجنسية السعودية منه. وطالب أعضاء الهيئة بسرعة إنهاء معاملته والتي تجاوز عدد أوراقها 50 صفحة، أو تسليمه لذويه منتقدين عدم وجود فرع للجوازات بالمحافظة!!. وعلمت “المدينة” من مصادرها أن المريض النفسي “هاشم” يبلغ عمره 50 عاما، وصدر قرار من قبل وزارة الداخلية شمله مع مجموعة أشخاص تقضي بسحب الجنسية السعودية منهم قبل حوالى 14 عاما على اثر سفرهم الى احدى الدول المجاورة دون إذن الدولة، وتحويلهم للجوازات لاصدار إقامات نظامية بحقهم، الا أن القرار تم تطبيقه من قبل الجهات التنفيذية بشكل جزئي فتم سحب البطاقة الوطنية دون إصدار اقامات نظامية لهم!!. وقبل خروج الاعضاء من الشرطة تقدم مقيم مصري بشكوى ضد الشرطة لاحتجازه في مخفر غير تابع لمقر عمله او إقامته الذي اعتبرته الهيئة مخالفا للانظمة والتعليمات ووعدت بحل قضيته. الجولة الثانية كانت على وحدة السجون والتي واجه فيها الفريق الى جانب التكدس الكبير في عنابر السجن المستأجرة مطالبات وشكاوى بالجملة من تأخير المحكوميات والتي تراوحت بين شهرين الى ستة أشهر اضافة الى سوء التغذية وارتفاع اسعارها وتأخر صرف مستحقات الاعاشة لسبعة أشهر والتزاحم على كبينة اتصالات واحدة وإلزامهم بكفالة على كل من أُطلق سراحه في الوقت الذي انتقد فيه أعضاء الهيئة عدم وجود غرفة عزل طبي الامر الذي أدى الى انتقال العدوى بين المساجين بشكل دائم مطالبين اللجنة الشرعية للجلد بتخفيف تعزير الجلد بعد شكاوى المساجين من ذلك إضافة إلى ملاحظة غياب ملحوظ للأنشطة الترويحية بشكل عام سواء الرياضية أو الثقافة. واكتشف الفريق في جولته ان المسجونين ال86 يمثل 50% منهم قضايا مخدرات الامر الذي أدى الى زيارة وحدة مكافحة المخدرات والتي أقرت بتزايد نسبة المروّجين والمتعاطين برغم جولاتها الرقابية، كما أنها نفت التهم الموجهة اليها بتحريض المخبرين الى تقديمهم كشهود على المتعاطين مشيرين الى أن ذلك من اختصاص المحكمة. وعقب الجولة أكد مدير الفريق الحقوقي ياسر الغامدي أنه جرى تسجيل عدد من الملاحظات ستتم دراستها مع إدارة السجون، والرفع بالتقرير الكامل حول الزيارة إلى الجهات ذات الاختصاص وعلى رأسها الهيئة العامة. مشيدا بالشفافية التي وجدها من قبل مسؤولي هذه الجهات، مؤكدا أنه واجه العديد من شكاوى الموقوفين وستتم دراسة معاملة المريض النفسي «هاشم.ح»، ومن ثم ستتم مخاطبة الشرطة رسميا لإنهاء قضيته. وبعد جولة السجون كانت الجولة الختامية للفريق على مستشفى الليث، حيث صُدم من الوضع المتردي للخدمات، حيث اكتشف الفريق تردي احوال اربعة اسعافات قديمة “موديل 2002م” تعطل بعضها أثناء حالات إسعافية أثناء تحويل الحالات، وتوفيت على الفور بحسب افادة مسؤولي المستشفى. وانتقد الفريق الحقوقي وجود كاميرا في ممر طوارئ النساء وطالب بإزالتها لوجود شكاوى عليها. واعترف مدير الطوارئ بوضع المستشفى قائلا لهم بلغة جريئة: وضع مستشفى الليث يحتاج الى اصلاح لقلة التخصصات وانعدام الاستشاريين بصفته مستشفى للتحويل فقط، ووجود أجهزة لم تستخدم لعدم وجود استشاريين لها. واعترف طبيب بالمستشفى بوجود 40 حالة وفاة بسبب الحوادث المرورية و150 مصابا و15 ألف مراجع شهريا، الأمر الذي تسبب في ضغط على خدمات المستشفى لافتا الى أن عيادة النساء تم إغلاقها لعدم وجود طبيبة، مطالبا في الوقت ذاته بإنشاء إدارة للشؤون الصحية بالمحافظة للتخلص من السيطرة البيروقراطية من صحة جدة وتحريرها من فتات الميزانية التي تحصل عليه. ومن جانبه أوضح ابراهيم اللحيان رئيس هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة أن الزيارة تأتي ضمن الجولات الاعتيادية لتفقد دُور التوقيف، نافيا أن تكون بسبب شكاوى رفعها عدد من المساجين، لافتا الى أنهم يسعون الى نشر ثقافة الحوار عن طريق هذه الجولات.