وجود حفرة في شارع سعودي مكتظ بالمارة.. بإمكانها أن تتحول إلى قضية وطنية ساخنة! كل ما تحتاجه لهذا الأمر: - أربعة كُتَّاب (2 بنكهة الفراولة + 2 برائحة دهن العود) وشرارة صغيرة لا يُعرف مصدرها. - موقع إلكتروني مشبوه.. فيه الكثير من الأعضاء السُذج. - بيان رمادي! وهكذا - وخلال أيام - ستصنع شيء من اللا شيء، وستقوم حرب فكرية كبرى بين اليمين واليسار، توزع فيها كافة الاتهامات - وبكافة الأشكال - ولكافة التيارات. سيأتي من يتطوع لتحليل تربة هذه الحفرة لمعرفة نوعيتها، وسيأتي من يقوم بمناظرة تلفزيونية عنوانها «الحفرة وآفاق المستقبل»، وستقوم حملة عبر «الفيس بوك» شعارها (نعم للحفرة) وأخرى على النقيض شعارها (لا للحفرة). هناك من سيقول: إن هذه الحفرة «تغريبية». وهناك من سيرد عليه: بل هي حفرة «إرهابية». وأنت ستصرخ لوحدك: اردموا هذه الحفرة! هذا الضجيج سيجعلك تنسى ما يحدث في بقية الشارع: أعمدة الإنارة المطفأة/ انقطاع المياه/ تلك العجوز التي تشحذ على الرصيف/ هذا الولد الذي يشخبط على الجدران/ ما يحدث في بعض البيوت من قصور/ الفوضى التي أصابت اللوحات الإرشادية في الشارع/ ما يحدث على الرصيف من أخطاء... وأنت تصرخ لوحدك: من الذي «صنع» هذه الحفرة ؟.. وهل فعلتها الطبيعة أم أنها فعل بشري؟.. ولماذا قام بحفرها؟! والضجيج يأكل أسئلتك التي تمر دون أن ينتبه إليها أحد، فهم مشغولون وقتها باجتماع «رئيس البلدية» مع مستشاريه لإيجاد حل عاجل لهذه الحفرة.. وتبدأ الاقتراحات الفاسدة: - نصنع جدار خرساني حول الحفرة حتى لا يقع فيها المواطنون، وتكلفته .... - لا.. نبني جسراً فوق الحفرة يسمح بمرور السيارات حتى لا يتعطل السير، وتكلفته .... - لا.. نقوم بإزالة البيوت حول الحفرة! ولحظتها، تصرخ لوحدك ولا أحد يسمع صراخك: «يا إلهي.. ما أكثر الحُفر في بلادي»!!